لم يكن اختفاء صالح بالأمر السهل على عائلته والتي ومن لحظة عدم رجوعه للمنزل قامت بإبلاغ الجهات المعنية عن اختفائه وبدأت عملية البحث عن صالح الذي يعاني ضعفا بصريا وحالة نفسية جعلت البحث عنه أكثر صعوبة، «اليوم» وفي حلقتها الثانية من قضية اختفاء صالح تكشف عن حالته وحالة عائلته قبل وبعد اختفائه عن الأنظار. قبل الاختفاء .. اهتمام بالدراسة يتحدث سعود (خال صالح) عن وضع صالح الدراسي خلال العام الماضي، فيقول ان حالة ضعف البصر التي يعانيها صالح لم تمنعه أو تؤثر على اكمال دراسته، مشيراً إلى أنه يدرس في إحدى المدارس الخاصة بالمكفوفين، واصفاً طبيعة علاقته بالدراسة بالطالب المهتم بالدراسة والحريص على الحضور، حيث أكمل العام الماضي دراسته في الصف الثاني المتوسط بنجاح. وأشار سعود إلى أن علاقة ابن أخته بأصدقائه علاقة طيبة وطبيعية سواًء في المدرسة أو خارج المدرسة، فلم يكن لديه مشاكل أو خلافات مع أحد، بل اننا في فترة البحث عنه وصلتنا بعض الاتصالات من بعض زملائه يستفسرون بقلق عن حالته وألسنتهم تلهج بالدعاء له بالحفظ وأن يرجعه الله سالما معافى طالبين منا أن نطمئنهم حال ما نجده. سلوك غير مقلق يتحدث والد صالح عما كان ينتاب ابنه قبل اختفائه فيقول: لاحظت تغيراً في سلوكه منذ 9 أشهر وكان أحيانًا عنيداً ولا يتقبل النقاش، فاضطررت للذهاب به إلى بعض المستشفيات المتخصصة لعمل تشخيص عن حالته، فتم عمل تحاليل وأشعة مقطعية واختبارات الذكاء له، وتم تشخيص حالته بأنها ليست حالة بليغة ولكنه اضطراب نفسي بسيط مع وجود ردة فعل أعلى من الطبيعي، ونوع من تخيل ناس حول البيت، وقد تم اعطاؤه علاجات ومواعيد للمتابعة، كما قمت بعرضه على بعض الرقاة الشرعيين والذين أكدوا سلامته وأنه طبيعي للغاية. علاقة ابن أخته بأصدقائه علاقة طيبة وطبيعية سواًء في المدرسة أو خارج المدرسة، فلم يكن لديه مشاكل أو خلافات مع أحد، بل اننا في فترة البحث عنه وصلتنا بعض الاتصالات من بعض زملائه يستفسرون بقلق عن حالته وألسنتهم تلهج بالدعاء له بالحفظ وأن يرجعه الله سالما معافى طالبين منا أن نطمئنهم حال ما نجده. فتور العلاقة بين الأشقاء من جانبه قال عبدالله (أخو صالح) والذي يدرس في المرحلة الجامعية بمدينة الرياض عن أخيه: كان صالح يتصل علي بشكل شبه يومي، كما كان يتصل على أقاربه الآخرين، وتغير ذلك في الآونة الأخيرة فلم يعد يتصل بي كما كان، بل لم يكن يحمل معه الجوال بتاتا. وعن آخر مرة التقاه أشار إلى أن ثاني أيام العيد كان آخر يوم رأى فيه صالح، ذاكراً أنه خرج من البيت دون أن يحمل معه مالا أو أي شيء من المنزل. والدة صالح .. الأقرب أما عن حال والدة صالح بعد اختفائه فقد عبر عنها أبو صالح بقوله: كثيرا ما تتخيل أن جرس الباب يرن، وكثيرا ما تتخيل أن صالح عند الباب، وهذه بلا شك أمور لا إرادية في قلب الأم، وهي دائما تفكر فيه وفي حاله بعد خروجه من البيت وماذا سيحل به، ومع ذلك فهي صابرة ومحتسبة وتدعو الله ليل نهار أن يعيده إليها سالمًا في أقرب وقت، ونوه «والده» إلى أن صالح تربطه علاقة قوية بأمه، فهي تهتم به أكثر من اخوته لحالته الصحية في كل شيء سواء في الأكل أو الشرب أو حتى تجهيز ملابسه. بعد الاختفاء .. اساءات لا ترحم وفيما يتعلق بالإساءات التي طالت العائلة سواء هاتفيا أو عن طريق موقع التواصل الاجتماعي قال عبدالعزيز (ابن خالته) حول ذلك: «بعض الأشخاص يكتبون في مواقع التواصل الاجتماعي عبارات تتضمن السخرية أو التكذيب، دون أن يقدروا الحالة النفسية التي نعيشها فمثلا أحدهم كتب أنا صالح تعالوا خذوني !!! ، وآخر كتب أنا وجدت صالح من يريده اتصلوا على مكتبي». ونوه سعود (خال صالح) عن أبرز اشكالية واجهتهم، وهي التأخر في التبليغ والاتصال بالعائلة، فغالبا ما يتصل شخص يذكر أنه شاهد صالح قبل عدة أيام، وذلك بسبب أنه للتو اطلع على الإعلان، كما أنهم تلقوا اتصالا من أحد المتطوعين عن صالح قائلا أنه رأى صالح في أحد محلات الجوالات في سوق سيكو بالدمام، وبعد الذهاب إلى هناك ومشاهدة كاميرات التصوير اتضح أنه ليس هو، وأشار سعود أنه تعددت أكثر من رؤيا في المنام للأقارب والأهل وكلها تبشر بعلامات خير بإذن الله، ودلائل عودته قريبا متمنيا أن يحقق الله تلك الرؤى على خير.