استنكرت العديد من الشخصيات الدولية والمنظمات العالمية, عملية القصف التي تمت في غوطة دمشق صباح اليوم الاربعاء, والتي تم من خلالها استخدام الغاز الكيماوي, ووصل عدد المتوفيين من خلال هذا القصف اكثر من 1200حسب البيان الصادر من قبل لجان التنسيق السورية, التي اكدت بان العدد تجاوز 1200بالاضافة الى وجود حالات اختناق لأكثر من 6000 من جراء استخدام الغاز الكيماوي, ويعد الاطفال والنساء اكثر ضحايا المجزرة الجديدة التي يرتكبها الرئيس السوري بشار الاسد ضد الشعب السوري. حيث أعرب وزير الخارجية البريطاني وليم هيج اليوم عن بالغ قلقه إزاء التقارير الواردة بقتل مئات السوريين من بينهم أطفال ونساء في غارات جوية وهجمات بالسلاح الكيميائي في مناطق يسيطر عليها الثوار قرب دمشق. وقال هيج في بيان له نشر اليوم إن الحكومة البريطانية تسعى للحصول على مزيد من المعلومات التي إن تأكدت فإنها تمثل تصعيدًا صادمًا لاستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا, وأضاف أن الذين يأمرون باستخدام تلك الأسلحة والذين يستخدمونها ستبذل كل الطرق لمحاسبتهم, ودعا هيج النظام السوري إلى السماح بالوصول الفوري لفريق الأممالمتحدة الذي يحقق في اتهامات سابقة لاستخدام السلاح الكيميائي, مؤكدًا أن المملكة المتحدة ستثير في مجلس الأمن الدولي موضوع استخدام السلاح الكيميائي. ومن جهته قال رئيس الفريق الدولي للتفتيش عن الأسلحة الكيميائية اليوم إنه يجب التحقيق في أنباء وقوع هجوم بغاز الأعصاب في سوريا أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص قرب دمشق, وقال العالم السويدي أكي سيلستروم في اتصال هاتفي بوكالة الأنباء السويدية من دمشق: "يبدو أن هذا شيء يجب النظر فيه، سيتوقف الأمر على أن تذهب أي دولة عضو بالأممالمتحدة إلى مجلس الأمن وتقول إننا يجب أن ننظر في هذه الواقعة ... نحن في الموقع". هذا وندد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بالجريمة المروعة التي أودت اليوم بحياة المئات من المدنيين السوريين الأبرياء جراء استخدام الغازات السامة وعمليات القصف الوحشي التي أصابت الغوطة الشرقية. وأبدى العربي في بيان له اليوم استغرابه لوقوع هذه الجريمة النكراء أثناء وجود فريق المفتشين الدوليين التابع للأمم المتحدة في دمشق المكلف بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية، وطالب فريق المفتشين بالتوجه فورًا إلى الغوطة الشرقية للاطلاع على حقيقة الأوضاع والتحقيق حول ملابسات وقوع هذه الجريمة التي تشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني ويتوجب تقديم مرتكبيها إلى العدالة الجنائية الدولية. وناشد الأمين العام للجامعة العربية الأجهزة والهيئات الطبية ومنظمات الإغاثة العربية والدولية، وفي مقدمتها أجهزة الأممالمتحدة المعنية بهذا الشأن، التدخل فورًا من أجل المساعدة على إنقاذ المصابين والاطلاع على حقيقة الأوضاع في المناطق المتضررة. كما اكدت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم ان الرئيس فرنسوا هولاند "سيطلب من الاممالمتحدة التوجه الى مكان الهجوم" بغاز الاعصاب الذي يشتبه في ان الجيش السوري شنه على مواقع المقاتلين المعارضين في ريف دمشق. وصرحت المتحدثة للصحافيين ان "رئيس الجمهورية قال خلال اجتماع لمجلس الوزراء انه ينوي ان يطلب من الاممالمتحدة التوجه الى مكان الهجوم" مشيرة الى انه "من الواضح ان هذه الانباء يجب التحقق منها وتأكيدها". وعلى ذات الصعيد أعلن الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة أن سائر مناطق ببيلا وبيت سحم وعقربا والبويضة ونجهة والسيدة زينب وسبينة ومخيم اليرموك الواقعة جنوب مدينة دمشق أصبحت مناطق منكوبة. وطالب في بيان له اليوم الهيئات الأممية وسائر المنظمات الإنسانية والدول الصديقة للشعب السوري بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ المدنيين وتأمين إجلاء الجرحى وإغاثة الألوف من السكان والنازحين مشددًَا على ضرورة فتح ممرات إنسانية إلى المناطق المحاصرة كافة, ودعا إلى يقظة حاسمة تقدم العون للمدنيين السوريين وتسهم في حقن دمائهم ونجاح ثورتهم وضمان تحقيق تطلعاتهم في الحرية والكرامة والعدالة. من جانب آخر حذرت المجالس المحلية لمناطق جنوبدمشق من أن الأوضاع الإنسانية هناك وصلت إلى مراحل كارثية وأن الأوضاع على الأرض باتت تستدعي تأمين ممرات إنسانية عاجلة لإدخال الغذاء والدواء بشكل فوري, وأكدت أن الحصار المفروض على المناطق يمنع إدخال أي قدر من الإغاثة ويحول دون إخراج الجرحى والمصابين والمرضى والنازحين.