استقرت أسعار خام مزيج برنت فوق 110 دولارات للبرميل أمس بعد أن سجل في الأسبوع الماضي أكبر ارتفاع مئوي أسبوعي له منذ النصف الأول من يوليو في الوقت الذي زادت فيه الاضطرابات في مصر من المخاوف بشأن أمن إمدادات النفط في الشرق الأوسط. ولكن المستثمرين مازالوا يلزمون الحذر في الوقت الذي انتظروا فيه الحصول على مزيد من المؤشرات بشأن الوقت الذي تعتزم فيه الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم تقليص برنامجها للتحفيز النقدي. وارتفعت أسعار تعاقدات برنت لشهر أكتوبر تشرين الأول ثمانية سنتات إلى 110.48 دولار بحلول الساعة 0405 بتوقيت جرينتش . وارتفع برنت لأعلى مستوى له منذ أربعة أشهر مسجلاً 111.53 يوم الخميس بسبب الخوف من احتمال أن تؤثر أعمال العنف في القاهرة على قناة السويس وهي ممر رئيسي للنفط، التي تشهد بالفعل تعثراً في صادرات النفط. وارتفع سعر الخام الأمريكي لتسليم سبتمبر سنتين إلى 107.48 دولار. ومصر ليست منتجاً رئيسياً للنفط لكن المستثمرين يعتريهم القلق من أن تضر التوترات بطرق الإمدادات الرئيسية مثل قناة السويس أو تمتد إلى دول أخرى منتجة للخام. وقال مايكل هيوسون المحلل لدى سي.ام.سي ماركتس «من المستبعد أن تتعطل حركة الملاحة في قناة السويس. لكن الأسواق لا تتحرك وفقاً لما هو محتمل. تتحرك نتيجة المخاوف. إذا خشي الناس على الامدادات يشترون حتى لو كانت الإمدادات في السوق جيدة.» وأضاف: «أعتقد أن برنت مرشح للارتفاع إلى 113 أو 114 دولاراً لا أكثر.» ومن جهة أخرى توقع تقرير بنك ساكسو ارتفاع أسعار النفط خلال الأشهر المقلبة، وأوضح التقرير “بات نفط خام برنت يتداول مرة أخرى عند حوالي 110 دولارات للبرميل، وهذا المستوى يمثل متوسط سعر تداوله على مدى العامين الماضيين، ولكنه أيضاً يمثل أعلى سعر يشهده النفط خلال أربعة أشهر. وقدم مزيج مكون من تعطل الإمدادات في ليبيا والأزمة في مصر دعماً في وقت نشهد فيه أساساً طلباً قوياً موسمياً من المصافي”. وعلى جانب آخر ارتفعت واردات كوريا الجنوبية من الخام الإيراني في يوليو عنها قبل عام، وذلك على غير المتوقع، ما سيزيد صعوبة التزام سول بتعهدها بتقليص وارداتها النفطية من البلد الخاضع لعقوبات في الأشهر القليلة المقبلة. وكانت كوريا الجنوبية والصين والهند ومشترون آخرون للنفط الإيراني قد وافقوا في يونيو على تقليص الواردات مقابل تمديد إعفاء مدته 6 أشهر من عقوبات أميركية تستهدف إيرادات النفط التي يمكن أن تستخدم في تمويل البرنامج النووي لطهران. وأظهرت بيانات أولية من هيئة الجمارك الكورية، أن كوريا الجنوبية استوردت 815 ألفاً و447 طناً من الخام من إيران الشهر الماضي بزيادة 38% على أساس سنوي، وذلك في أول زيادة هذا العام. وتفيد بيانات أن الواردات زادت 44% عن الشهر السابق لتصل إلى 5.98 مليون برميل، ويعني هذا أن سول استوردت 165 ألفاً و933 برميلاً يومياً في يونيو ويوليو، بزيادة 12% عن الأشهر الستة السابقة، حسبما أظهرت الحسابات. ويحتاج البلد لاستيراد أقل من 126 ألف برميل يومياً في الفترة من يونيو إلى نوفمبر للوفاء بتعهده لواشنطن. وقال مصدر مطلع «الواردات تتفاوت من شهر لآخر، والمهم أن تكون واردات الأشهر الستة منخفضة 15% مقارنة بالأشهر الستة السابقة». وأضاف أنه ربما تكون الأسعار المنخفضة نسبياً قد عززت الواردات في يوليو مقارنة مع الأشهر الأخرى. ويقلص مستوردو النفط الإيراني وارداتهم لكي يحصلوا على إعفاءات مدتها ستة أشهر من العقوبات الأميركية الهادفة لتقليص إيرادات إيران وحملها على التفاوض لكبح برنامجها النووي. وقال مصدران إن كوريا الجنوبية تعهدت بتقليص وارداتها من النفط الإيراني 15% عن المعدل اليومي للفترة بين ديسمبر 2012 ومايو 2013. وكوريا الجنوبية خامس أكبر بلد مستورد للخام في العالم، وبلغ إجمالي وارداتها منه 11.16 مليون طن الشهر الماضي مقابل 10.74 مليون طن قبل عام.