لا حديث للعالم الآن إلا ما يجري في مصر , كل يحاول تصوير الحدث هناك حسب رؤيته وميوله , وربما حتى قبل أن تصل الخمسة مليارات دولار التي تمثل حزمة من المساعدات الاقتصادية للشقيقة مصر والتي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله مؤخراً , هناك بعض الألسن المأزومة تلوك الموقف السعودي وتنعته بما لا يتوافق مع حجم وطبيعة العلاقة التاريخية بين الشعبين الشقيقين ، وتلك حالة للأسف تتكرر في كل موقف إنساني تستشعره هذه البلاد تجاه عموم أشقائها سواء في مصر أو غيرها , وفي دعوة رمضانية جمعت ثلة من الأشقاء العرب في منزل احد المغتربين في الولاياتالمتحدةالأمريكية كان الحديث لا يخرج عن هذا الإطار سوى أن أحد الحضور من ذوي الميول الحزبية حسبما يظهر في استدلالاته وشواهد حواره لم يكن كريماً في خلقه كما هي مائدة طعامنا العامرة بالكبسة وجملة الأطباق المشهورة في الوطن العربي , فقد حمل بلادنا عموماً الرجل وكعادة من ينزلقون إلى المواقف المحرجة لأنفسهم حاول الاعتذار معرباً أن تلك الآراء لا تمثل وجهة نظره و لا تقلل من الدور السعودي سوى انه تداولها ضمن جملة ما يقال , فهل يلغي تبريره البليد بلادة فكره وغيره ممن لا هم لهم إلا بلادنا وهي تعلن عن حزمة تلك المساعدات لمصر الحبيبة كل المصائب والظروف , بل كان حديثه موسعاً عن تأثيرات الموقف السعودي في جملة مواقع وأحداث عالمية , وكنت أتوقع أن يقول الرجل وهو يتسيد الحديث في المجلس ان الاحتباس الحراري وذوبان الجليد في القطب الشمالي سببه هذه البلاد ونهج سياستها , كنت استمع إلى حديث الرجل الذي لم يعلم بانتمائي لهذا الوطن الذي تناول سيرته قبل العشاء فراح يكيل التهم من كل حدب وصوب علينا نحن السعوديين , وحقيقة هذا الموقف غير جديد فقد اعتاد المهزومون وغلاة الحاقدين علينا أن يجعلونا مشجباً يعلقون عليه هزائمهم وأزماتهم دون أن يتبين لهم حقيقة الموقف وطبيعة نهج هذه البلاد فقد ارتهنوا عقولهم ومصادر تلقيهم لجهات تستهدف قلب الحقائق وتزويرها تحقيقاً لأهداف عدوانية تضر بالأمة وشعوبها , بل قد يتطوع أحدهم فيؤجر نفسه سخرة لمصادر تتسق ميولها وذلك الهدف , وقبل النهوض للعشاء قدمت نفسي للرجل بعد أن فوت منسق الزيارة لنا , وقلت إني مواطن سعودي وأمتلئ حقيقة بالفخر لموقف بلادي تجاه مصر أو غيرها من البلاد كما أن ولي أمرنا وعموم قيادة البلاد أهل لتقدير كل موقف ومعاملته وفقاً لما ينبغي وهذا بتوفيق الله أولاً الذي حفظ هذه البلاد من كل سوء ومكروه وحصنها من كيد الكائدين وأولي الفكر المتلون و المبطن , فليس لدينا هنا في المملكة ما نخفيه من نهج وليس لنا مصلحة في شعب إلا بما يخدم عقيدتنا ونهجنا وما يوفر لأشقائنا الخير والاستقرار دون تدخل في شئون الغير أو محاباة لجهة على حساب أخرى , وفي مصر تحديداً وهي تمر بهذه الظروف الصعبة بعد أن قال الشعب فيها كلمته وخرجت الجموع لتحدد مصير بلادها وتصحح مسار ثورتها , كان لابد لنا من موقف يوافق رأي العموم ويقف على مسافة واحدة من كل الأطراف خاصة فيما يتعلق بشأنهم الداخلي , واثق أن شعب بلادنا يستشعر الأخوة نحو شقيقه المصري , فهذا ديدن هذه البلاد قيادة وشعبا كما أن السعودية كانت الوجهة الأولى للرئيس محمد مرسي بعد توليه مقاليد الحكم في مصر العام الماضي ولتلك الزيارة والأولوية دلالاتها في الحساب السياسي وحجم العلاقات وثقلها بين البلدين كما أن الرئيس مرسي كان يقدر شخصياً طبيعة هذه العلاقة وما يجب أن تكون عليه دائماً , وسواء كان محمد مرسي أو غيره رئيساً لمصر ستظل بلادنا تستشعر دورها تجاه أرض الكنانة وشعبها العظيم مقدرين المكانة التاريخية لشعب مصر وحضارته وحضوره ومواقفه في تاريخ الأمة , عموماً الرجل وكعادة من ينزلقون إلى المواقف المحرجة لأنفسهم حاول الاعتذار معرباً أن تلك الآراء لا تمثل وجهة نظره و لا تقلل من الدور السعودي سوى انه تداولها ضمن جملة ما يقال , فهل يلغي تبريره البليد بلادة فكره وغيره ممن لا هم لهم إلا بلادنا . Twitter @nahraf904