توفي الأحد الماضي في صمت بإسبانيا أستاذ الدراسات الأندلسية المصري محمود مكي ودفن في العاصمة مدريد،وقال المترجم المصري المقيم في إسبانيا طلعت شاهين: إن مكي الذي كان مقيما في إسبانيا «توفي ودفن في المقابر الإسلامية في مدريد» . ولد مكي في محافظة قنا بصعيد مصر عام 1929 وتخرج في كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1949 وفي العام التالي أوفده عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين إلى إسبانيا ضمن أول بعثة مصرية لدراسة الأدب الإسباني. ونال مكي درجة الدكتوراه عام 1955 من كلية الآداب والفلسفة بجامعة مدريد. وعمل ملحقاً ثقافياً لمصر في مدريد ثم تولى إدارة الترجمة والنشر في وزارة الثقافة في الستينيات واختير عضواً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة ونال عضوية مجامع لغوية عربية وأوروبية منها المجمع الملكي التاريخي في مدريد. ومكي من أوائل الذين أسهموا في تأسيس قسم اللغة الإسبانية في كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1984 وكان أول رئيس للقسم . ولمكي ترجمات منها مسرحية (سمك عسير الهضم) للكاتب الجواتيمالي مانويل جاليتش ونال عن ترجمة رواية (السيدة باربارا) للكاتب الفنزويلي رومولو جاييجوس - الذي تولى رئاسة البلاد عام 1948 - جائزة الدولة التشجيعية عام 1968 كما حصل عام 1988 على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي وحصل على جائزة الدولة التقديرية في مصر عام 1993. وله دراسات مهمة منها (الثقافة الدينية في الأندلس) و(تأثير الدون كيخوتة في الأدب العربي) كما حقق ديوان ابن دراج القسطلي وقدم دراسة وافية عن المؤرخ الأندلسي ابن حيان القرطبي وكتابه (المقتبس من أنباء أهل الأندلس). ومن كتب مكي (مدريد العربية) و(أثر العرب والإسلام في الحضارة الأوروبية)