قال أصدقاء لأستاذ الدراسات الأندلسية المصري محمود علي مكي أمس (الأحد) إنه توفي في صمت في إسبانيا وشيعت جنازته الجمعة الماضي ودفن في العاصمة مدريد. وكان مكي الذي يعد من أعلام الدراسات الأندلسية تعرض لأزمة صحية، إذ وقع مغشياً عليه أثناء استضافة مكتبة الإسكندرية له عام 2006 في برنامج «الباحث المقيم» المخصص للعلماء العرب البارزين في تخصصاتهم. ثم سافر إلى إسبانيا للعلاج إلى أن توفي. ولد مكي في محافظة قنا بصعيد مصر عام 1929 وتخرج في كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1949 وفي العام التالي أوفده عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين إلى إسبانيا ضمن أول بعثة مصرية لدراسة الأدب الإسباني. ونال مكي درجة الدكتوراه عام 1955 من كلية الآداب والفلسفة بجامعة مدريد. وعمل ملحقاً ثقافياً لمصر في مدريد ثم تولى إدارة الترجمة والنشر في وزارة الثقافة في الستينات وعمل أستاذاً زائراً في جامعات بالمكسيك والكويت واختير عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة ونال عضوية مجامع لغوية عربية وأوروبية منها المجمع الملكي التاريخي في مدريد. ولمكي ترجمات منها مسرحية «سمك عسير الهضم» للكاتب الغواتيمالي مانويل جاليتش ونال عن ترجمة رواية «السيدة باربارا» للكاتب الفنزويلي رومولو جاييجوس - الذي تولى رئاسة البلاد عام 1948 - جائزة الدولة التشجيعية عام 1968 كما حصل عام 1988 على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي وحصل على جائزة الدولة التقديرية في مصر عام 1993. ومن كتب مكي «مدريد العربية» و«أثر العرب والإسلام في الحضارة الأوروبية».