بين الحين والآخر، تعلن وزارة الداخلية عن ضبطها كميات كبيرة من المخدرات، وإلقاء القبض على عدد من المروجين والمهربين. تلك البيانات المتوالية وعلى فترات زمنية قصيرة هو نهج طيب وسنة حسنة من رجال مكافحة المخدرات، ليس فقط للإعلان عن جهودهم ونجاحاتهم، بل لمحاولة إشراك المجتمع في حربهم على المخدرات، وتجديد التحذير من خطورة تلك الآفة على شبابنا. قبل عدة أشهر، استفزني بيان لوزارة الداخلية عن حصيلة حربهم على المخدرات، أن أكتب مقالا في هذا الأمر، وحذرت حينها من «أننا نتعرض لحرب مستمرة ليس لها أمد.. يشنها المتربصون بنا من تجار السوء وقوى الظلام»، إن حربنا على المخدرات تتطلب منا أن نكون جميعا على أهبة الاستعداد لمواجهتها، والحيلولة دون استهداف المجتمع وأبنائه في أمنهم أو سلامتهم، فقوا أبناءكم شر هذا الوباء بالتوعية في الصغر والرقابة والنصيحة في الكبر وجنبوهم رفقاء السوء وبادروا بالإبلاغ ما إذا استشعرتم أن أبناءكم أو أحد ذويكم في خطر وما أعلنته وزارة الداخلية في بيانها الجديد الأحد الماضي يثبت أن تلك الحرب تزداد شراسة يوما بعد يوم، وتحشد فيها قوى الشر كل قواها وتجند كل طاقاتها لاستهداف شبابنا ومقدرات وطننا، ويكفي أن ندرك ذلك عندما نعرف أنه تم ضبط أكثر من 13 مليون قرص من مادة الامفيتامين، و(6.6) طن من الحشيش، و88 طناً من القات المخدر، و18.4 كيلوغرام من الهيروين الخام، إضافة إلى أربعة كيلوغرامات أخرى و600 غرام من مادة الهيروين المعد للاستعمال تقدر قيمتها السوقية بمليار و411 مليونا ريالا، خلال الربع الأول من العام الجاري فقط، وتم إلقاء القبض على (478) شخصاً لتورطهم في تلك الجرائم، منهم (241) سعودياً و(237) من (23) جنسية مختلفة، لذا أجدد الحديث وأعاود التحذير من المتربصين بنا مستهدفي شبابنا من تجار السموم، ولكم أن تتصورا كم من الضحايا كانوا سيقعون فريسة للإدمان لو لا قدر الله دخلت هذه المخدرات بلادنا ولولا يقظة رجال الأمن الذين كانوا لتجار السوء بالمرصاد، بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، الذي لطالما حذر من خطورة تلك الآفة على شبابنا، ولعلي أذكر في هذا الصدد كلمته لدى افتتاحه مقر الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالرياض في يناير الماضي، حين قال: «لا نستبعد أن هناك جهات تريد أن تفسد شبابنا، وإذا فسد الشباب فسدت الأمة لأنهم رجال المستقبل، لذلك أرجو من الجميع أن يقدموا الجهود والقليل مع القليل كثير لنحارب هذه الآفة». تلك الحرب التي تم فيها إنقاذ الكثير من شبابنا، قدم فيها العديد من رجال الأمن أرواحهم فداء لهذا الوطن وحماية لشبابه وصونا لمقدراته وتطهيرا له من المروجين والمهربين، فتحية شكر وتقدير وعرفان لشهدائنا من رجال الأمن، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم جميعا بواسع رحمته وغفرانه. وختاما إن حربنا على المخدرات تتطلب منا أن نكون جميعا على أهبة الاستعداد لمواجهتها، والحيلولة دون استهداف المجتمع وأبنائه في أمنهم أو سلامتهم، فقوا أبناءكم شر هذا الوباء بالتوعية في الصغر والرقابة والنصيحة في الكبر وجنبوهم رفقاء السوء وبادروا بالإبلاغ ما إذا استشعرتم أن أبناءكم أو أحد ذويكم في خطر، لأن إبلاغكم فيه صون لهم ولكم وللمجتمع. حمى الله بلادنا من كل شر ووفق أولي الأمر إلى ما يحبه ويرضاه. [email protected]