شاركت الأسبوع الفائت في ملتقى الوحدة الوطنية الذي أقيم مؤخرا بحضور عدد كبير من المواطنين أغلبهم من أصحاب الفكر والرأي والمثقفين الذين يمثلون سائر شرائح المجتمع ومناطقه المختلفة تحت شعار (معاً لنشر روح المحبة والإخاء والتسامح)، و قد سرني في حينه ما سمعته من كلمات ومداخلات شارك فيها عدد من المتحدثين والمتداخلين وقوبلت بتقدير واعجاب من بقية الحضور، والتي تؤكد على الوحدة الوطنية وترسيخ مفاهيم التسامح والمحبة والإخاء والمساواة بين كافة أفراد المجتمع وطوائفه، والتأكيد أيضاً على أن هذا الوطن الذي نعيش فيه هو وطننا جميعاً، وأن كل أبناء الوطن في مركب واحد إن غرق غرقوا جميعاً، وإن سلم وصلوا جميعاً إلى بر الأمان، وأن أمامهم مصيرا ومستقبلا واحدا ينبغي أن يبنى على المحبة والتعاون؛ لأن بناء مستقبل الأمم لا يمكن أن يقوم على الكراهية والبغضاء والتناحر والخلاف، واستذكر كافة المتحدثين تأكيد ديننا الإسلامي الحنيف على قيم التسامح والتآخي بين الناس قال تعالى-: (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم)، كما أكدوا إدراك جميع من يعيشون على هذه الأرض المباركة، أن هذا الكيان الذي قام منذ تأسيسه -ولا يزال- على جمع هذه الأمة بمختلف طوائفها وأفرادها على قاسم المصير المشترك الواحد، وقد تربينا ونشأنا جميعاً -والحمد لله- على قيم التعايش والتآخي والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، وأننا جميعاً شركاء ليس في هذا الوطن فقط، بل وفي السراء والضراء أيضاً، ويلمس ذلك ويدركه كل من يتابع مسيرة هذا الوطن من خلال المظاهر التي من شأنها تكريس التعامل السلمي الذي عاشته بلادنا وتعيشه منذ توحيدها إلى يومنا هذا؛ لذلك لا بدّ أن نكون حريصين على زيادة اللحمة الوطنية تحت مظلة الإسلام والوطن الواحد، ويتطلب ذلك أن نبتعد عن كل ما يمكن أن يسئ إلى فرد من الأفراد أو فئة من الفئات، إضافةً إلى الحذر من أية جهة أو فرد يريد الإيقاع و التفرقة بين أفراد المجتمع أو يتسبب بالتناحر بينهم، ولعله من الضروري جداً أن نحرص جميعاً على أن يكون لنا موقف واضح ومحدد وموحد من كافة الأحداث التي تدور في المنطقة حولنا لا يمليه ولا يؤثر فيه إلا مصلحة الوطن والأمة، وأن نتفق جميعاً على إدانة أي تصرفات تسيء إلى الوطن مهما كان مصدرها، سواء كانت تلك التصرفات داخل الوطن أو في البلاد العربية الشقيقة التي نرتبط معها بالمصير المشترك ونؤثر ونتأثر بما يجري فيها من أحداث؛ وفيما عدا ذلك فإنه لا يجوز - بأي حال- أن نحاسب إنساناً يعيش على هذه الأرض على معتقداته ما لم تكن تسيء للدين أو تحمل بذور الفتنة أو زعزعة الأمن والسلم الاجتماعي بين المواطنين، وفي نفس الوقت أن لا يكون لإنسان -كائناً من كان- حصانة عن المساءلة، أو أن يكون لأحد حقوق ومميزات دون غيره مهما كانت معتقداته وانتماءاته ومكانته الاجتماعية، بل إن الجميع (سنة وشيعة) هم مواطنون متساوون فيما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات، وها هم جميعاً وسيظلون على مر السنين يعملون في كل الميادين ويساهمون في تحقيق المكاسب والمنجزات التي يعود نفعها علينا جميعاً؛ ولقد كنا -ولا نزال- نعطي الأمثلة على التعامل الأخوي والعمل معاً، نواسي بعضنا بعضاً في الضراء ونشارك بعضنا في السراء بعيداً عن كل ما يفرق؛ وسنظل كذلك (بل ينبغي أن نظل كذلك) ولن نسمح لأحد بأن يأخذنا بعيداً عن هذا الطريق القويم. لا أقول ذلك من تلقاء نفسي؛ بل هذا ما أكد عليه الملتقى الذي لا أشك أبداً في دوره وأمثاله من الفعاليات في نشر روح الإخاء والمحبة والتسامح، وهي قيم جديرة بكل تأكيد بعقد المزيد من الفعاليات والملتقيات وبذل المزيد من الجهود من أجل تأصيلها وتعميقها وتعميمها......فهل نحن فاعلون ؟؟؟( وللحديث صلة.....) تويتر: @fahad_otaish