خطوة وزارة العمل بالتنسيق مع وزارة الداخلية بإيقاف الاستقدام من اثيوبيا بصفة مؤقتة حتى يتم إجراء الدراسات اللازمة وتحليل البيانات المتاحة للتحقق من الأحداث التي وقعت مؤخرا، خطوة مهمة وواقعية، فهناك حملة خلال الأيام الماضية على الشغالات الاثيوبيات ونشر لقصص مرعبة متتابعة عنهن، صوّرت الأمور وكأننا نتعرض لغزو اثيوبي من سفاكين للدماء وليس من شغالات جئن يبحثن عن الرزق، قد تكون نسبة مما ينشر صحيحة، كما حدث لطفلتي حوطة بني تميم وشرق الرياض، ولكني أجزم أن هناك 99 قصة أضيفت لهاتين القصتين وحوّرت وبهرّت، ثم أتبعت بانشر تؤجر، و(ما أحلل اللي توقف عنده). هذه تقول: القبض على خادمة اثيوبية قبل إتمام نحرها لأحد أطفالنا! وأخرى تقول: خادمة اثيوبية تلاحق عائلة سعودية بساطور! وثالثة تقول: محاولة فاشلة لخنق طفلة على يد خادمة اثيوبية أثناء استحمامها! ورسالة تحذر من الاستقدام من مدن محددة في اثيوبيا (انتبهوا من الاستقدام من اثيوبيا من المدن التالية: تكري راقي سنتي فرنجي سلمتي فلديهم عداوة للسعوديين) وكأن تحديد المدن بيد الراغب بالاستقدام! رغم أنك عندما تتابع هذه القصص لا تجد أي تصريح رسمي يصدق ما يقال، إلا تصريح الناطق الرسمي في شرطة حوطة بني تميم حول جريمة قتل الطفلة لميس السلمان، وما كتبه والدها جعلها الله شفيعة لأهلها وأعانهم على مصابهم عبر تويتر ! وتصريح الناطق الإعلامي بشرطة الجوف الذي (نفى ما تم تناقله عن محاولة نحر طفلة بضاحية قارا, مؤكداً أنه لا صحة لذلك، كما نفى وجود أي جريمة قتل لمعلمة متقاعده في مركز الاضارع على يد عاملة منزلية. مشدداً على الجميع بعدم الاستعجال في إطلاق القصص دون التأكد منها، مؤكداً أن الشائعات لها تأثير سلبي على الفرد والمجتمع، خاصة أن نشر مثل هذه الشائعات يؤدي إلى توتر الكثير من الأسر) والمشكلة أنه كانت هناك صور تنشر للطفل المغدور في الجوف! نعم هناك جرائم! وهناك مجرمون! وهناك جشع في مكاتب الاستقدام كالعادة! والأفضل ألا نحضر خادمة واحدة لبلادنا! ولكن لنكن واقعيين وعادلين ومنصفين وندرس الأمر دراسة حقيقية وننظر: كم هي نسبة جرائم الشغالات الاثيوبيات لأعدادهن الموجودة في المملكة؟ ولماذا؟! لأننا إن استمررنا في تصديق كل ما نسمع ونشره فلن تبقى عندنا أي جنسية! وسننشر علاقة شك مرضية خطيرة في البيوت، وسيكون لهذه العلاقة آثارها المستقبلية الخطيرة والتي ليس أقلها تأليب بقية الموجودات في البيوت! وبانتظار نتائج دراسة وزارة العمل، مع وجوب أخذ الحيطة والحذر وليس الكذب ونشر الرعب! shlash2020@twitter