شياطين الجن مصفدة من أول ليلة في هذا الشهر الفضيل بحمد الله، ولذلك فليس لدينا مشكلة معها مؤقتاً، ولكن مشكلتنا مع الشياطين التي تسرح وتمرح بلا حسيب ولا رقيب، بل إن شرها لا يزداد إلا في غياب أساتذتها لأنها ترى أن المهمة الملقاة على عاتقها كبيرة، وأن رمضان هو الموسم، وهذه الشياطين تحتاج منا ومن الجهات المسؤولة إلى وقفة جادة لتصفيدها وتحجيم أثرها. أول رؤوس هذه الشياطين الرمضانية أولئك الذين جعلوا شهر الخير والرحمة والإحسان فرصة للإثراء على حساب الفقراء واليتامى والمساكين بالتلاعب بالأسعار، واستغلال حاجة الضعفاء الصائمين، لقد كان المتوقع من الأسوياء قبل الرحماء أن يكون شهر رمضان فرصة لهم للتسهيل على الناس وتخفيض حجم الأرباح، والمسابقة في توزيع الصدقات، ولكن الطبيعة الشيطانية منعتهم بل وتجعلهم يسخرون مما سبق، ويضعون الخطط والأحابيل لسلب ما يقع في يد المحتاج من صدقات وزكوات. دورنا أن نتعامل مع هؤلاء الشياطين بوعي، وقد سمعت أن هناك رقية نافعة وناجحة تسمى رقية الدكتور توفيق الربيعة لها أثر جيد في الأخذ بهم إلى الأصفاد، فلنعاون الرجل ولنسأل الله له الثبات. من الشياطين الرمضانية شياطين لم يشيطنها حب المال، بل البحث عن الشهرة والمجد الزائل ولو على حساب دين الآخرين ومبادئهم، فاستغلوا ما أنعم الله به عليهم من قدرات لا للبناء بل لمحاولة هدم كل ما نملكه من أشياء جميلة، وتصفيد هؤلاء يكون بوعينا وحرصنا على تطعيم أبنائنا بجرعات تربوية مضادة! ومن جمالنا وطيبتنا أيضاً أننا أصبحنا نستورد شياطين من وراء القارات، ونعطيهم المجال ليسرقوا ويفسدوا ويقتلوا، وفي النهاية (فزعة) من السفارة وتغيير الجواز ثم توديع بأحسن من الاستقبال، تصفيد هؤلاء يكون بتقييد استقدامهم ليس على النظاميين - كما تفعل وزارة العمل - بل على أولئك الذين سرّحوهم واكتفوا بلوحة على محل ومبلغ يأتيهم نهاية كل شهر بالإضافة إلى محاسبة الموظف الذي سهّل ومرر. هناك شياطين أيضاً تسكن دواخلنا وحولنا، فأولئك الذين أشغلوا أوقاتهم بالكذب والوقوع في أعراض الآخرين، والتفريق بين الناس، لديهم شيطان يتمثّل في ألسنتهم يجب أن يسعوا في تصفيده، وكذلك من تخفّوا بأسماء مستعارة شيطانية أعطتهم وهم الشجاعة فحولوها لتحطيم الآخرين، يجب أن يتقوا الله ويصفّدوا أسماءهم. وأخيراً وليس آخراً! عزيزي الزوج اعلم أن سوء خلقك مع زوجتك وأولادك في هذا الشهر بحجة الصيام قد يحولك لشيطان يجب تصفيده، وكذلك أنت عزيزي الموظف. هذا جزء من فرقة الشياطين الخاصة، نسأل الله أن يعيننا على تصفيدها! shlash2020@twitter