في كل بلدان الربيع العربي، يجري الحديث عن ضرورة التحالف من أجل مصلحة الوطن. جميع الفرقاء (الخصوم) يرفعون هذا الشعار من منطلقات مختلفة. رفع الشعار صحيح، لكن الثقافة السائدة لا تعمل وفقاً لمعايير استحقاقاته على أرض الواقع. معايير الواقع لاعلاقة لها بالنوايا المعلنة في رؤوس من ينادي بها. لماذا؟ ذلك لأن الثقافة السائدة بهذا المعنى مزيفة. كيف؟ من أجل أن تتحمس لقضية ما لابد أن يستند حماسك على شيء ملموس في ذاكرتك(التراث المعرفي). وبما أن هذا الوعاء مليء بالمغالطات، فلا بد من الركون إلى(إيمان ما) يحفظ كرامة الإدعاء.في هذا الإتجاه. ووفقاً لنسق التفكير التقليدي، قدم اللبنانيون على مدى أربعة عشر عاماً من الصراع الدامي درسا لبلدان المنطقة مفاده فشل مشاريع الحرب بين مكونات البلد الواحد وصولاً إلى شعار (لا غالب ولا مغلوب) من أجل التعايش بين أبناء الوطن الواحد. لم يكن الوصول إلى هكذا حقيقة سهلا فقد كلف اللبنانيون آلاف القتلى تبخرت كل اليوتبيا لتغيير(اللبناني) بعد (خيانة) هذا اللبناني لمعايير الولاء لغير لبنان وتكشفت للطبقة السياسية اللبنانية استحالة جر اللبنانيين لشعارات الطوائف وكف بناءً عليه طموح التفرد بحكم لبنان وأغمد اللبنانيون سيوفهم ليس لما في رؤوسهم من أفكار بل لما قادت له الأحداث من كوارث على الجميع والمشردين وتدمير بلد الإخاء بين الناس.التحالفات السياسية اثناء تلك الحرب كشفت عن أمور مفيدة للشعب اللبناني بكل طوائفه.لا أخلاق ولا مبادئ تقوم عليها الحرب في بلد متعدد الثقافات. الأخطر من ذلك- وهو ما اكتشفه اللبنانيون لاحقاً- أنه من السخف والإهانة لشعب يزعم الاتصال بالعصر تكرار التجارب المؤلمة للمؤسسين الأوائل لتجربته الناشئة. وفي غياب لتلك ( الأفكار) انساق اللبنانيون لثقافة المحيط وتطاحنوا. يقول أحدهم، وهو واحد من خيرة من راهنوا على( التداخل الثقافي) بين لبنان ومرجعيته الثقافية المتقدمة عن ثقافة المحيط: كنا نعتقد اننا في مأمن من الإنزلاق إلى مستوى الشعارات اليومية (الطائفية) لكن الأحداث أثبتت أننا (نخب) معزولة عما يمثل هماً لجموع من العامة كنا نستهين بها..هكذا تزاحمت وربما تواطأت المؤثرات لتنزلق لبنان لآتون حرب أهلية بامتياز على مدى اربع عشرة سنة من القتل والتدمير والعذاب.في آتون تلك الحرب ..قدمت الطبقة السياسية اللبنانية درساً نوعياً لتحالفات الشر والخير لمصلحة لبنان ولغير مصلحة لبنان.تبخرت كل اليوتبيا لتغيير(اللبناني) بعد (خيانة) هذا اللبناني لمعايير الولاء لغير لبنان وتكشفت للطبقة السياسية اللبنانية استحالة جر اللبنانيين لشعارات الطوائف وكف بناءً عليه طموح التفرد بحكم لبنان وأغمد اللبنانيون سيوفهم ليس لما في رؤوسهم من أفكار بل لما قادت له الأحداث من كوارث على الجميع.جرب اللبنانيون كل أنوع التحالفات المعمدة بالدم وانتهوا( صاغرين بحكم العقل) إلى درس عظيم مفاده ان الصراع القائم على المذاهب الدينية أو العرقية ليس سوى محرقة حري باللبنانيين تجاوزها وفق ما يزعمون من ارتباط بالتنوير الأوروبي واستحقاقاته في الأداء السياسي. تلك مقدمة طويلة لمخرج عملي للتعايش، دفع اللبنانيون ثمناً باهظا من الأرواح والممتلكات للوصول إليه عبر تحالفات سياسية تبدو عبثية ،لكنها كانت ضرورية لإيصال اللبنانيين إلى حقيقة مفادها أن لامخرج بعد ان تم اللجوء إلى كل التحالفات النفعية المؤقتة غير العودة (لطاولة الحوار) التي لا تستثني أحداً ولا تقبل العودة إلى مربعات الاستقواء بدوائر طائفية مهما كان نفوذها السياسي أو المالي. التعدي على الجيش إن في نهر البارد أو في عبرا مرفوض، ودخول حزب الله في سوريا مرفوض و( تموضعات) وليد جنبلاط تحفظ للبنان عدم ادلجة التحالفات السياسية. لبنان ، رغم جراحه، يقدم نموذجا للصراع السياسي وفق قاعدة الخصومة وليس العداء بين مكونات لشعب يحتكم إلى المواطنة قبل أن يحتكم إلى النفوذ أو إلى عدد هذه الطائفة أو تلك. سوريا في حاجة ماسة إلى الاستفادة من التجربة اللبنانية لاختصار مآسيها. [email protected]