بعد مرور اكثر من سنة من إجراء الانتخابات في الأندية الأدبية في المملكة وهي الأولى من نوعها ما زالت بعض الاندية تعاني من وجود مشاكل تضرب جوهر العملية الانتخابية وآخر هذه المشاكل ما حدث لأدبي ابها بحكم المحكمة الإدارية في ابها القاضي ببطلان انتخابات مجلس ادارة النادي الادبي التي جرت بتاريخ 20/11/1432ه وبطلان نتائجها وإلغاء القرار المطعون فيه ذي الرقم "6038" في 10/2/1432ه وما يترب عليه من آثار أهمها حل مجلس إدارة النادي الأدبي بأبها. وعليه وجه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة بسرعة تنفيذ حكم المحكمة وهو ما قسم المثقفين الى مؤيد للقرار ومعارض لإعادة الانتخابات. وقد علق مدير عام الأندية الأدبية الكاتب حسين بافقيه حول الموضوع: القرار يعد خطوة لوضع الأمور في نصابها وإرساء مفاهيم العدل والحق والإدارة العامة للأندية الأدبية ستعمل فورا على التنسيق مع الجمعية العمومية للنادي للإعداد لانتخابات جديدة وفق ما تمليه لوائح الأندية الأدبية.. واشار الى ان هذا الحكم القضائي الموقر حسم الجدل الذي أثير حول انتخابات نادي ابها الادبي. ظاهرة صحية فيما يرى الناقد والكاتب حسين المناصرة في مسألة إعادة الانتخابات: إعادة الانتخابات ظاهرة صحية إن كانت هي الحل لمشكلة قائمة، قد تكون معوقًا في تقدم النادي، وفي استكمال إنجازاته الإبداعية والثقافية.. لكن مصداقية الانتخابات السابقة- في تصوري صحيحة- ولا يوجد ما يطعن فيها.. لذلك لا أفضل شخصيًا أن تكون هناك إعادة للانتخابات؛ لأنني بحسب ما فهمت أنها كانت ذات مصداقية بطريقة او بأخرى، وأن الاتجاه الآخر المعارض لهذه الانتخابات، لا يمتلك حجة قوية لإعادتها.. ولا يعقل أن نبقى في دائرة وهم من لم يفز.. أنه كان ينبغي أن يفوز!! ثم هذه الانتخابات شأن ثقافي يخص وزارة الثقافة والإعلام، وأن إخراجه من هذه الدائرة إلى المحاكم الإدارية أمر ينبغي ألا يقبل بأسلوب أو بآخر!!. حالة من التردي وبتهكم يعلق الروائي والكاتب احمد الدويحي على موضوع إعادة الانتخابات في نادي أبها الأدبي ويقول: انفعلت ذات ليلة وبحضور عدد من مسئولي الوزارة والأندية الأدبية، وأصدقاء ومثقفين ومبدعين بعضهم شارك وآخرون من الذين أشرفوا على الانتخابات في الأندية الأدبية، وحلفت لهم ب "الطلاق" أن الانتخابات في الأندية الأدبية مزورة ومكشوفة ولا أصدقها وأعطيت مبرراتي.. ويضيف الدويحي: مرت تلك الليلة بسلام وضحكنا، وكنا بالصدفة في مشفى الصديق أنور خليل رئيس نادي أبها الأسبق، وصدفة أن يأتي قرار الوزارة بناء على حكم قضائي بالتزوير في نادي أبها الأدبي، والمضحك المبكي أن يصل حال المشهد الثقافي إلى هذا الحد من التردي، وكانت قطاعات أخرى قد سبقت المثقفين الذين يطالبون بالانتخابات والشفافية والحرية والديمقراطية، وأجرت قطاعات أخرى انتخابات كالغرف التجارية والمهندسين وانتخابات البلديات، ومرت كلها رغم ما فيها من معوقات دون أن نشهد فضائح، ويبدو أن في الأندية الأخرى ما هو أقبح وما لا يجب التستر عليه!. الأزمة مستمرة فيما يرى الاعلامي يحيى ابو طالب أن الأزمة ستستمر في الأندية إلى حين صدور الاعتماد النهائي للائحة الجديدة. وأرى أن ما يحدث في نادي أبها الأدبي هو الأمر نفسه الذي يحدث في الأندية الأدبية الأخرى. أن «الأزمة عامة والمشهد الثقافي برمته معتم، سوء إدارة ثقافية، انتخابات متعثرة، وغياب الرؤية والتخطيط الثقافي، سواء كان هذا مركزياً والمعني به وزارة الثقافة أم فرعياً والمعني بهذا الغياب كل نادٍ منفرداً، وقلة الموارد المالية وسوء استخدام للمتوافر منها، وإهمال للشأن الثقافي من الوزارة، وشعور المثقف بالإحباط واليأس من فعالية التأثير والتفعيل، وتشاؤمية البعض ونأيه عن المشاركة الثقافية، وشخصنة الفعل الثقافي والتفكير في المردود الثقافي الشخصي وتغليب المصلحة الخاصة». وستنتج الأزمة نفسها، وسيراوح المشهد الأدبي والثقافي في عتمته، ليبقى الأمل معقوداً على الجهود المقبلة لحسين بافقيه بعد تعيينه مديراً للأندية الأدبية، فالرجل لديه -بلا أدنى شك- الرؤية، والخطة، والعقلية المنفتحة المثقفة. الشفافية والنزاهة ويؤكد عضو مجلس ادارة نادي حائل القاص براك البلوي أن حكم المحكمة الإدارية في بطلان انتخابات نادي أبها الأدبي وضع حداً فاصلاً بين المجلس المنتخب قبل عامين تقريباً وبين أعضاء الجمعية العمومية الذين تقدموا بشكواهم، وليس هناك من مجال إلا تنفيذ الحكم وهذا ما وجه به معالي وزير الثقافة والإعلام أخيرا، وكلنا أمل أن تكون انتخابات مجالس الأندية الأدبية من الآن فصاعداً مثالاً يحتذى به من حيث الشفافية والنزاهة واختيار الطريقة المثلى التي تتم بها الانتخابات وبنفس الوقت تكون مقنعة للجميع ولا مجال للشكوك فيها مستقبلاً سواءً إلكترونية أو ورقية، وإن تمت الطريقة بالأولى فالمفترض أن يكون الرسم البياني ظاهراً للناخبين حال الانتخاب، يزيد وينقص حسب تصويت الناخب ضماناً لنزاهة الانتخابات، والحكم الصادر بشأن مجلس إدارة نادي أبها الأدبي وإعادة الانتخابات هو لصالح المثقفين وأعضاء الجمعيات العمومية بالأندية الأدبية خلال السنوات القادمة ضماناً لانتخابات نزيهة وشفافة يقبل بها الجميع.