كان أداء سوق الأسهم السعودي خلال الأسبوع المنصرم مميزاً بعد أن ارتفع بواقع 162 نقطة أي بنسبة 2.1% و قد ساعد على هذا الأمر تضافر جهود جميع القطاعات القيادية و التي كان عطاؤها جيداً مما أعطى دافعاً للمؤشر العام بالصعود , لكن ورغم تلك الارتفاعات إلا أن السيولة لا زالت تشتكي من حالة الضعف و التي لازمتها منذ أسبوعين تقريباً حيث اكتفت السيولة الأسبوعية بالوصول لحاجز 24.2 مليار ريال أي أقل بحوالي 3.3 مليارات ريال مقارنةً بالأسبوع الذي قبله , و قد يرى البعض ان هذا الأمر طبيعي في ظل مرور السوق بفترة العطلة الصيفية و اقتراب شهر رمضان المبارك و هي فترة الركود السنوي التي يمر به أداء الشركات في كل عام تقريباً . أهم الأحداث العالمية كان أداء أسواق النفط خلال الأسبوع الماضي أداءً مميزاً , فبعد أن باءت جميع محاولاته بالفشل على مدار أكثر من عام استطاع خام وست تكساس للمرة الأولى من الثبات فوق مستوى 98$ للبرميل و هو المستوى الذي يعني خروج هذا الخام من المسار الأفقي إلى مسار صاعد قد يدفع الخام إلى مستويات فوق 120$ للبرميل و لا يبقى أمامه لتأكيد هذا السيناريو سوى النجاح في اختراق مقاومة 110$ للبرميل وهو ليس ببعيد إذا ما اسعفته بعض التطورات السياسية أو الاقتصادية السلبية حول العالم . أما الذهب فقد بدأ بالفعل موجته الارتدادية بعد أن حقق في موجته الهابطة السابقة مستوى 1,200$ للأوقية - وهو المستهدف الذي حددته قبل أكثر من خمسة أشهر – وسيستهدف المعدن الثمين في موجته الارتدادية مستوى 1,330$ كمقاومة أولى خلال الفترة القادمة , أما إذا عاد وكسر دعمه التاريخي عند 1,200$ فسيتجه نحو الدعم التالي عند 1,160$ و هو ما لا أرجحه حالياً . أهم الأحداث المحلية أصدر مجلس هيئة السوق المالية قراره باستمرار تعليق تداول سهم شركة الباحة للاستثمار والتنمية في السوق المالية إلى أن تعدل الشركة أوضاعها المالية جاء ذلك القرار بعد أن رأت الهيئة استمرار الوضع المالي السيئ للشركة و عدم تقديمها خلال الفترة السابقة ما يوحي بتحسّن نسبة خسائر الشركة و التي بلغت حسب آخر إعلان لها في شهر مارس الماضي حوالي 70 مليون ريال أي ما نسبته 115% من رأس مال الشركة . كما أوصى مجلس إدارة مصرف الراجحي بتوزيع أرباح نقدية على مساهمي الشركة عن النصف الاول من العام المالي 2013 بواقع (1.50) ريال للسهم الواحد على أن تكون حقية الأرباح لمساهمي الشركة المسجلين لدى مركز إيداع الأوراق المالية بنهاية تداول يوم 1434/09/06ه الموافق 2013/07/14م . التحليل الفني من خلال النظر إلى الرسم البياني للمؤشر العام أجد أنه قد اقترب من مقاومة هامة جداً خلال هذه الفترة و هي 7,683 نقطة و هي القمة التي فشل المؤشر العام من الثبات فوقها بداية الشهر الماضي , لذا فالنجاح في اختراق تلك المقاومة يعني توجه المؤشر العام نحو مناطق 7,760 نقطة و التي تُعتبر مقاومة قوية جداً على المؤشر العام و هذا ما أتوقعه خلال الفترة الحالية . لكن لو فشل المؤشر العام في اختراق مقاومة 7,683 نقطة فذلك يعني التراجع حتى دعوم 7,600 – 7,510 نقطة , وبحسب تحركات السيولة خلال الأسبوعين الماضيين اتوقع أن يكون هناك نوع من الارتفاع المشوب بالحذر لأن السيولة ستكون أقل في معدلها من الأسبوع الماضي . أما من حيث القطاعات فأجد أن قطاع المصارف كان – كما توقعت مسبقاً – هو القائد الفعلي لارتفاعات السوق خلال الأسبوع الماضي حيث تجاوزت ارتفاعاته حاجز 4% تقريباً , لكن و رغم ذلك إلا أن السيولة ظهرت عليها بوادر الضعف مما يعني أن الموجة الصاعدة للقطاع قد تكون في نهاياتها وهذا الأمر متوافق مع موسم توزيعات الأرباح النصفية و التي بدأها سهم مصرف الراجحي , لذلك يجب الانتباه لدعم 16,800 نقطة و الذي بكسره تتأكد موجة الهبوط للقطاع . أما قطاع الصناعات البتروكيماوية فيبدو أنه سيستلم زمام القيادة من قطاع المصارف هذا الأسبوع حيث إنه من المتوقع أن يكون أداؤه جيداً خلال هذا الأسبوع خاصةً مع ارتفاع أسعار النفط و تحسّن أسعار المنتجات البتروكيماوية خلال النصف الأول من العام الحالية مقارنةً بالنصف الثاني من العام المنصرم مما يعني أن نتائج شركات هذا القطاع ستكون أفضل من الفترة السابقة و هذا ما سيدعم ارتفاعات هذا القطاع خلال الأيام القليلة القادمة , وتتأكد هذه الفرضيّة بثبات القطاع فوق مقاومة 6,120 نقطة والتي تجاوزها يوم الخميس الماضي . أما من القطاعات الإيجابية لهذا الأسبوع فهي قطاع التجزئة والطاقة و الزراعة و الاتصالات والاستثمار المتعدد و الاستثمار الصناعي و التشييد و البناء و التطوير العقاري و النقل و الفنادق والسياحة. في المقابل نجد أن قطاعات الاسمنت و التأمين و الاعلام هي من ضمن قائمة القطاعات المتوقع أن يكون أداؤها سلبياً لهذا الأسبوع . Twitter:@DAM_UNITED