نختتم مقالنا لهذا الأسبوع بالحديث عن متلازمات مشكلة الوكالةproblem Agency والتي سبق أن عرفناها بأنها تعني أن الإدارة قد تتفرد بناء على مالديها من معلومات داخلية تتعلق بالشركة باتخاذ قرارات قد لا تنسجم في المجمل ولا تتلاءم مع أهداف وتطلعاتهم عموم المساهمين، والذين هم الملاك الحقيقيون للشركة. الواقع أن هناك متلازمات عدة لمشكلة الوكالة، من أهمها مشكلة اللاتناسق في المعلومات Information (Asymmetric أهداف الإدارة تتمثل في الحصول على الأجر المناسب، الحوافز، الأمان الوظيفي، نظام تقاعد، التأمين، التدريب والتطوير أثناء العمل. ويلاحظ أن لكل مجموعة من أصحاب المصالح “أغراضا” أو “أهدافا” من الشركة قد تختلف أو تتعارض مع أغراض وأهداف المجموعة الأخرى بين المساهمين والإدارة التنفيذية، حيث تنشأ عن عدم تطابق المعلومات المتاحة للإدارة التنفيذية وتلك المتاحة لعموم جمهور المساهمين. مما يجعل المساهمين غير قادرين على اتخاذ قرارات دقيقة تتعلق بملكيتهم لأسهم الشركة، وهذا بدوره يؤدي إلى مايعرف بمتلازمة الاختيار المعاكس Adverse Selection) والتي تتجلى في كون المعلومات المتاحة للإدارة أكثرجودة ومصداقية من تلك المتاحة لجمهور المساهمين. تعد مشكلة الاختيار المعاكس الناجمة عن عدم تطابق المعلومات مشكلة اساسية ملازمة لعقد الوكالة، حيث تكون الإدارة أكثر علما ودراية بأداء الشركة من عموم المستثمرين الحاليين والمحتملين، حيث أنها هي من يقوم بتسيير أعمال الشركة ولديه دراية واطلاع بالمخاطرالمالية والاقتصادية التي قد تواجه الشركة أو التي قد تعترضها. وبالرغم أن الجهات الرقابية قدألزمت الشركات المساهمة بإعداد مايعرف تقارير مجالس إدارات الشركات، إلا أنه من الملاحظ أن هناك فجوة معلوماتية بين المحتوى المعلوماتي لمايتم نشره والإفصاح عنه في تقارير مجالس إدارات الشركات وحقيقة مايجري داخل تلك الشركات. كذالك من متلازمات مشكلة الوكالة مشكلة تضارب المصالح conflict of interests بين الملاك الذين هم حملة الأسهم والإدارة. وذالك لأن الأهداف المعلنة لحملة الأسهم تتمثل في تحقيق الأرباح، تعظيم رأس المال، وزيادة السعر السوقي للسهم، وكذالك رفع معدل التوزيعات النقدية. في حين أن أهداف الإدارة تتمثل في حصول الأجر المناسب، الحوافز، الأمان الوظيفي، نظام تقاعد، التأمين، التدريب والتطوير أثناء العمل. ويلاحظ أن لكل مجموعة من أصحاب المصالح “أغراضا” أو “أهدافا” من الشركة قد تختلف أو تتعارض مع أغراض وأهداف المجموعة الأخرى، فالملاك تتحقق مصالحهم بتنمية الأرباح وزيادة رأس المال وقوة الشركة في سوق الأسهم، أما الإدارة فمصالحها قد تكون مختلفة تماما!! كما أن أهداف الإدارة وطموحها قد تكون قصيرة الأجل في حين أن الملاك الحقيقيين تكون في الغالب أهدافهم طويلة الأجل. حيث يلاحظ أن بعض المديرين التنفيذيين يتخذون بعض القرارات التي قد تتجاوز الحدود والصلاحيات الممنوحة لهم تحت عقد الوكالة، وذلك عندما يتخذون بعض القرارات التي تهدف فقط لتعظيم منافعهم الخاصة على حساب بقية المساهمين. [email protected]