حتى اللحظة لا مستجدات في قضية السعودة على ارض الواقع سوى ارقام تذكر وتتناقل عبر وسائل الاعلام، وفي اطار توجهات الدولة وسياستها الحكيمة بالاهتمام المستمر في قضايا السعودة واتاحة فرص التوظيف للمواطنين والمواطنات مازلنا نطمع في احلال ابناء الوطن في وظائف عديدة ما زالت الايدي العاملة الوافدة تسيطر عليها وتتلاعب فيها كما تشاء. خلال العقدين الماضيين شهد الاقتصاد الوطني تطورا ملحوظا وتوافرت اعداد كبيرة من الكفاءات الوطنية العاملة نتيجة التوسع في التعليم وبرامج الابتعاث، وبسبب عشوائية الاستقدام شهدت نفس الفترة تزايدا في اعداد العمالة الوافدة والتي نافست الايدي الوطنية في فرص الحصول على وظائف القطاع الخاص لأسباب عديدة منها رضاهم عن الاجور المتدنية مقارنة بما يحصلون عليه في بلدانهم، ومنها تكاتفهم لتوظيف اقاربهم وابناء جلدتهم وبناء مملكات خاصة بهم في القطاع الخاص، واللوم على اصحاب الاعمال الذين فضلوا تلك الفئة على ابناء الوطن في توظيفهم. انا لا اتحدث عن جميع الوظائف التي تشغلها الايدي العاملة الوافدة، ولكن اتحدث عن الوظائف التي يشغلها غير السعوديين ولدينا العديد من الكفاءات الوطنية من ابناء وبنات الوطن لشغلها، فعلى سبيل المثال في احد التصاريح الاعلامية التي قرأتها لوزير العمل اوضح أن هناك ما يقارب 8 ملايين عامل غير سعودي في المملكة يعمل منهم تقريباً 86% في وظائف متدنية لا تصلح للسعوديين، واذا كانت الارقام التي ذكرها معاليه مبنية على الدقة والتي اتوقع استند عليها من سجلات التأمينات الاجتماعية فمعنى ذلك ان هناك ما يقارب 1.12 مليون وظيفة من الممكن احلالها بأبناء وبنات الوطن الباحثين عن فرص عمل، والحقيقة لا اعرف حتى الآن ما طبيعة تلك الوظائف المتدنية في ظل توجهات الوزارة الى سعودة محلات الخضرة والحلاقين والبقالات وغيرها من الوظائف التي تصنف كوظائف متدنية الأجر ولا يمكن اعتبارها أنها وظائف طموحة خاصة لمن قضى سنوات عديدة من الدراسة حتى يحصل على وظيفة ذات دخل مناسب، ومع احترامي للعديد من سياسات شركات القطاع الخاص فإننا نلاحظ انه اذا كان رأس الهرم غير سعودي فإنه يفضل ابناء جلدته لشغل الوظائف (المناسبة) التي تندرج تحت ادارته والعديد منهم يحارب ويطفش الموظف او الموظفة السعودية ويعمل على تشويه سمعتهم. تفعيل لجان السعودة في إمارات المناطق خطوة ممتازة لدعم قضية السعودة خلال تلك الفترة، والعمل على سعودة وظائف معينة في القطاع الخاص والتوجيه باستقبال الشكاوى ضد اي شركة لا تطبق سياسات السعودة ويعمل الاجانب فيها على محاربة الموظف او الموظفة من ابناء الوطن ايضا خطوة تحتاج الى اهتمام أكبر خاصة لمن اساء الادب بعدم احترام سياسات الدولة من المدراء الأجانب ويعملون على هدم وتجميد سياسة السعودة (عيني عينك) ولا يدعمونها حتى لا يخسروا وظائفهم ويشغلها ابناء الوطن. كلنا سنتكاتف على من يعمل ضد السعودة، والمواطن احق من غيره في العديد من الوظائف التي يشغلها غير السعودي، وانا متفائل جداً بلجان السعودة في إمارات المناطق وبنتائجها التي ستكون حديث من رضي ومن لم يرض!. Twitter: @Khaled_Bn_Moh