شهدت الحلقة السادسة لمهرجان الفيلم السعودي والتي عرضت منذ عدة أيام على إحدى القنوات الفضائية ستة أعمال سينمائية لأول مرة يتم عرضها على قناة فضائية، والتي كانت على النحو التالي: «ذكريات سوداء» و«سواد أبيض» و«ست عيون عمياء» و«نعال المرحوم» والفيلم الوثائقي «قصة كفاح سعودية» وفيلم التحريك الكرتوني «انطلق 1-2-3» حيث اتجهت الأفلام المعروضة إلى تقديم بعض القضايا الاجتماعية، بجانب محاولة الوصول إلى معالجة من خلال رؤية فنية سينمائية جديدة. فيلم «سواد أبيض» تطرق فيلم «سواد أبيض» الى أبواب قضية اجتماعية لم تتجه إليها الدراما التلفزيونية السعودية من قبل، وذلك من خلال طرحها بشكل موسع من خلال الشاشة، ويبدو أن القصة في محتوى هذا العمل تجسد قضية انسانية مؤلمة يتعرض لها «محمد» بطل العمل مع شخص تربطه به صداقة قوية اسمه عبدالكريم. حيث تتطور أبعاد هذه القضية حتى يصبح «محمد» أحد أطرافها ويتحول للتحقيق، ويكون في الطرف الآخر المحقق خالد الذي يحاول أن يستوضح الكثير من الأحداث لينتهي الفيلم بجدلية بين محمد والمحقق اللذين يدافع كلاهما عن رؤيته الخاصة. «ذكريات سوداء» أما فيلم «ذكريات سوداء» فاتجهت أحداثه إلى زاوية الغموض والرعب، حين تتجه «ابتسام» وهي في الثالثة والعشرين من العمر متزوجة من وائل إلى زيارة بيت أبويها المتوفيين منذ سنوات طويلة، في محاولة منها لاسترجاع جزء كبير من ذاكرتها التي فقدتها في هذا المنزل عندما كانت في السابعة من عمرها، ولا تتذكر عن والديها إلا معلومات قليلة، وعندما تمكث ابتسام في منزل والديها ويسافر زوجها وائل في رحلة عمل، وخلال تواجدها في المنزل تدور احداث غامضة ومواقف مثيرة. «ست عيون عمياء» أما فيلم «ست عيون عمياء» والذي تم تصويره عبر مشهد وفي مكان واحد، حيث يطرق باب المواجهة بين مريض نفسي وطبيبه الذي اعتقد أنه أمام حالة مألوفة ليكتشف من خلال الحوار أن الأمور أعقد مما كان يتصوّر. وباعتماده المطلق على الحوار فإن الفيلم يعتبر تجربة جديدة للمخرج عبدالله آل عياف، حيث كان في أفلامه السابقة يعتمد على الجانب البصري مع تقشف في الحوار بينما في فيلمه «ست عيون عمياء» يمنح عنصر الحوار البطولة المطلقة. «نعال المرحوم» ويدخل فيلم «نعال المرحوم» إلى معترك الأحداث من خلال عدد من الفنانين المعروفين في عالم الدراما السعودية منهم الفنان سمير الناصر، حيث يحمل العمل طابعا إنسانيا بتسليط الضوء على بعض المعتقدات في المجتمع الذي ينتابه التشاؤم من الاحتفاظ بأغراض الشخص الراحل وتفزع من ذكراه، بالإشارة إلى وفاء الحيوان والمتمثل في صورة قطة المنزل التي تحتضن نعال الجد الميت في محاولة لإثارة حالة التبلد والدهشة لدى الإنسان، منوها إلى أن محور الحدث في الفيلم هو مشاهد تتكرر ترمز لأغراض المتوفى التي هي نعال المرحوم. «قصة كفاح سعودية» أما الفيلم الوثائقي «قصة كفاح سعودية» فيبرز دور المرأة السعودية وكفاحها من أجل إثبات ذاتها في دخول معترك الكفاح في مجتمع ترى أنه ما زال ينتقص من بعض حقوقها. «انطلق 1-2-3» من الأفلام الكرتونية القليلة التي تدخل سباق التنافس في مهرجان الفيلم السعودي، وتدور قصته بعدة رموز يحاول كاتب العمل أن يقرب منها المشاهد، فهو يقدمها بغطاء خفي ليكشف خبايا مضمونها المتابع للعمل. لجنة التحكيم يذكر أن جميع هذه الأفلام كانت محور النقاش والتحليل لأعضاء لجنة التحكيم في المهرجان المكونة من د. فهد اليحيا والروائي عبده خال والفنان الإكاديمي عبدالاله السناني والمخرجة هناء العمير، كما أدار حلقة الحوار المخرج السينمائي ومدير المهرجان ممدوح سالم. ويسعى «مهرجان الفيلم السعودي» إلى وضع بذرة تأسيس سينما سعودية حقيقية.