في يوم تاريخي في حياة دولة قطر والخليج والعالم العربي والإسلامي والدولي ،العشية الذكرى الثامنة عشرة لتولي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم في عملية (التغيير من داخل بيت الحكم ) في 27/يونيو/1995 م عندما كان ولياً للعهد. ثمانية عشر عاماً من الاستقرار والتنمية والانجاز والتطور .الذي جعل من قطر تلك الدولة الصغيرة المتواضعة دولة ذات ثقل كبير في السياسة الاقليمية والعالمية والدبلوماسية والإعلام والثقافة والرياضة واستطاع تحقيق التوازن الاقتصادي والرفاهية للشعب القطري في مختلف المجالات.قدم الكثير من المساعدات الإنسانية لدول المنطقة .كما لعبت قطر دورا فعالا في المصالحة والقضايا السياسية بين الشعوب العربية والإسلامية .واحتضنت قطر كبرى المناسبات العالمية من المؤتمرات والندوات ذات الطابع السياسي والاقتصادي والثقافي والصناعي . قائد ودولة تعشق التحدي والإنجاز الذي يسابق الزمن من أجل الوطن .واستطاع بحكمته وقيادته وتواضعه ان يضع قطر في مقدمة الدول وجعلها واحدة من أغنى دول العالم حيث ارتفع الناتج المحلي من 29 مليار دولار الى ما يقارب 200 مليار دولار. وفي هذا المشهد التاريخي الذي يجسد الولاء والانتماء والمحبة بين القائد وشعبه والاب وأبنائه هذا الامير الشهم يخاطب شعبه بكل بساطة وتواضع بكلمات من القلب الى القلب يقول لهم : اليوم نستعد لدخول عهد جديد في تاريخ وطننا الحبيب قطر..أردت ان اخاطبكم أولاً إذ أنتم أصحاب الارض الطاهرة وحماتها وبناة نهضتها وصانعو مستقبلها .ولقد حان الوقت أن تفتح صفحة جديدة في مسيرة وطننا يتولى فيها جيل جديد المسؤولية بطاقاتهم المتوثبة وأفكارهم الخلاقة .فقد أثبت شبابنا في السنوات الماضية أنهم أهل عزم وعزيمة ،يستوعبون روح عصرهم ويدركون ضرورياته إدراكاً عميقاً ويواكبون كل جديد فيه .بل ويساهمون بفكرهم الاصيل في التجديد والإبداع .وبفضل ذلك يصدق في واقعنا قول (علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ..علموا أولادكم خير ماعلمتم فإنهم خلقوا في زمان غير زمانكم ) انها الحكمة في المنطق والقيادة ،دروس يسجلها التاريخ في سمات هذا القائد .انتم يا ابناءنا وبناتنا ذخر هذا الوطن ،بناة الحاضر وحاملي لواء مستقبله .وقد كنا منذ البداية نتوسم فيكم الخير ونعقد عليكم الامل ،وقد اثبتم بهمتكم العالية وما قدمتموه للوطن من انجازات أنكم اهل للقيادة وموضع للثقة. إنني اليوم أخاطبكم كي أعلن لكم انني أسلم مقاليد الحكم في البلاد للشيخ /تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني .وانا على قناعة تامة أنه أهل للمسؤولية وجدير بالثقة وقادر على حمل الامانة وتأدية الرسالة . نعم موقف من أعظم المواقف التاريخية في سلاسة انتقال السلطة وارتياح عام .الاميران يتلقيان التهاني والتبريكات من الشعب والعالم بأسره .وإذا كانت هذه الخطوة أثارت أسئلة كبيرة ،وخصوصاً أنه اول حاكم يملك ويحكم حكماً وراثياً يقوم بهذه الخطوة.ولكن المتابع في السياسة الخليجية يدرك جيداً أن هناك خططا استراتيجية كان الشيخ حمد يسير عليها .وعندما تحدث لصحيفة( فايننشال تايمز البريطانية ) عام 2010 قبل ثورات الربيع العربي قال ان 85% من ملفات الدولة باتت بيد الشيخ تميم أي انه كان يدرك أهمية تسليم الحكم تدريجياً. كما قال ان الاجيال الجديدة لا ترتاح في العمل معنا ،لديهم أفكار جديدة وقدرات جيدة ووصف الشيخ تميم بأنه يعمل بصمت بعيداً عن الاضواء .وبعد عامين أي في ذروة ثورات الربيع العربي بالتحديد عندما كان الشيخ حمد يترأس وفد بلاده في جمعية العام للأمم المتحدة ،كتب في السجل الرسمي للزوار انها ستكون المرة الأخيرة التي يقوم فيها بهذه المهمة وتلك الزيارة. يومها فوجئ الامين العام للأمم المتحدة( بان كي مون)بالملاحظة وسأل عن مغزاها لكنه لم يحصل على الجواب المباشر بل كانت رسالة موجهة. والشيخ حمد حفظه الله أختار الوقت المناسب للتنحي وقليل من الزعماء من يعرف ذلك ،واعتقد أن قطر تقدم نموذجاً مغايراً لتسليم السلطة في العالم العربي.والذي نعتبره درساً يجب الاستفادة منه وإذا عرفنا ان الشيخ تميم كان يحضر لنقل السلطة منذ سنوات عبر استلام أكبر وأهم الملفات السياسية والاقتصادية والتنموية والتعديلات الوزارية التي حصلت مؤخراً ،وحياة المواطن المعيشية وزيادات الرواتب والصحة والتعليم .وما حققه كقفزة نوعية في السنوات الأخيرة.وان هذه التحضيرات كانت الدول الكبرى على علم بها بما فيها المملكة العربية السعودية .التي هنأه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين والنائب الثاني باسم الحكومة والشعب الشيخ تميم بتوليه مقاليد الحكم واكتمال عقد التجديد في دولة قطر والاستمرار على مسيرة والده الخيرة.بالإضافة الى تهنئة قادة الخليج والامة العربية والإسلامية والعالمية على هذه البادرة التاريخية . وخلاصة القول ،،إنها سابقة تاريخية تسجل لهذا القائد الشهم وإنها تحديات كثيرة سيواجهها الشيخ تميم على المستوى المحلي والدولي .وبروح الشباب وطموحاته وثقتنا الكبيرة به في تحقيق آمال الشباب وطموحاتهم .والأمن والاستقرار والخير والرفاهية للأجيال القادمة .والثبات على السياسات الخارجية وتوثيق العلاقات الاخوية مع الدول الخليجية والعربية والإسلامية الشقيقة.حفظ الله قطر وأدام نعمة الإسلام والسلام على الخليج والأمة العربية والإسلامية إنه نعم المولى ونعم المجيب ..نعم تميم ولا حمد ..شبل يخلف أسد.