تحولت بوصلة النقد للشعراء الشعبيين طوال الأعوام القليلة الماضية، بسبب قبولهم ل«الشرهات» جراء قصائد المديح التي يكتبونها في أصحاب المال، إلى اتهامات لهم ببيع القصائد لأسماء لا علاقة لها بالشعر، خصوصاً بعدما ظهر شاعر سعودي أيد فكرة المتاجرة بالشعر. وانتقد شعراء وإعلاميون زميلهم الشاعر مانع بن شلحاط الذي رأى أن بيع القصائد لا حرج فيه، معللاً ذلك بأن القصيدة ملك خاص للشاعر فمن حقه بيعها. وقال ابن شلحاط في برنامج «الديوانية» أخيراً: «القصيدة ملك خاص للشاعر، فلا ضير أن يبيعها، ولا أرى في ذلك حرجاً، فهناك من يملك المال ويريد أن يكتب له شعراً، وهذا لا بأس فيه، خصوصاً إذا كان الشاعر قدم له قصيدة جديدة ولم ترَ النور من قبل». وتناول مغردون في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حديث ابن شلحاط، إذ تباينت ردود الفعل على حديثه. هناك من شجعه على كلامه، وآخرون انتقدوه بحجة أن الشعر موهبة فلا يحق المتاجرة بها كما يرى ابن شلحاط. وأكد شعراء أن الكتابة لأسماء شعرية موجود منذ زمن، لكنه لم يكن أمام الملأ، «هناك شعراء يكتب لهم، وشاركوا في مسابقات شعرية، وحققوا مراكز متقدمة بفضل آخرين يكتبون لهم القصائد»، مطالبين زميلهم ابن شلحاط بذكر الأسماء التي تشتري القصائد، حتى تظهر حقيقة شاعريتهم أمام الجمهور. وأضافوا أن مانع بن شلحاط ظهر في أكثر من مرة يؤكد قضية بيع القصائد وهذا ليس بجديد عليه، لكنه لم يمتلك الشجاعة ليظهر سعر القصيدة لديه، حتى يتجه له الباحثون عن شراء القصائد. ويرى إعلاميون (فضلوا عدم ذكر أسمائهم) أن عدداً من الشعراء الشعبيين لا يمانعون من بيع قصائدهم على آخرين، لأنهم لا يملكون مصدر دخل أسوة بغيرهم، مشيرين إلى أن قصائد المديح انتشرت بشكل كبير في الساحة الشعبية ليس حباً في الممدوح، إنما بحثاً عن المال. وكان عدد من الشعراء اتجه إلى بيع قصائده في الفترة الأخيرة عبر مواقع إلكترونية مخصصة لأشعار المناسبات، بيد أنهم ظهروا بأسماء مستعارة، خشية من جمورهم، إذ وصل سعر القصيدة الواحدة ألف ريال للمناسبة الواحدة ولا تزيد أبياتها عن عشرة. يذكر أن الشاعر مانع بن شلحاط عرف بجراءته في الساحة الشعبية عبر لقاءات تلفزيونية، وآخرها مشاركته كمحلل للشعراء المشاركين في النسخة الرابعة من «شاعر المليون».