يسود الغموض الشارع المصري، في أيام تعد هي الأصعب سياسيًا، بانتظار يوم 30 يونيو، موعد التظاهرات العارمة التي دعت إليها المعارضة والقوى السياسية، لإجبار الرئيس محمد مرسي للتخلي عن الحكم. وبينما تتطلع الأنظار لتظاهرات «الكارت الأحمر»، سربت معلومات عن جهود حثيثة من قبل جماعة «الإخوان» وبعض مناصريها بحثًا عن حلحلة سياسية، لتجنب الإطاحة بهم، رغم ما يبدونه ظاهريًا من محاولة للتماسك. وبينما أشارت مصادر إلى أن «الجماعة» شكلت لجنة برئاسة نائب المرشد، المهندس خيرت الشاطر، للتنسيق مع وزراء المجموعة الاقتصادية للقيام بعمل جماهيري، مثل تخفيض بعض أسعار السلع الاستهلاكية، لامتصاص غضب الشارع، ومحاولة إيقاف عملية الحشد للتظاهرات. اعترف سياسي رفيع ل(اليوم) رفض ذكر اسمه، بصعوبة اللحظة الراهنة، وصعوبة التنازلات أيضًا، وكشف في اتصال هاتفي، عن وساطات تجري لمحاولة الخروج من الأزمة، خاصة مع تصاعد المخاوف من سقوط دماء أو ضحايا في 30 يونيو، ستكون نتيجتها «وبالًا على الجميع» على حد تعبيره. وأضاف أن سيناريوهات عديدة يجري تداولها وراء الكواليس، يشارك فيها الرجل القوي بالجماعة، خيرت الشاطر، وقيادان آخران، مع بعض القوى السياسية والثورية، مؤكدًا أن الرئيس محمد مرسي ذاته، لا يمانع في اتخاذ إجراءات حاسمة تستجيب لبعض مطالب المعارضة، لكن الضغط يأتي من مكتب الإرشاد، الذي يتخوف من تكرار سيناريو مبارك، وأن تقديم التنازلات سيواكبه ارتفاع سقف المطالب، مشيرًا إلى أن «الإخوان» يريدون ضمانات للموافقة. مبادرة مشروطة في ذات السياق، كشفت أنباء، عن تبنى بعض السياسيين والقيادات بجبهة الإنقاذ، مبادرة مشروطة للخروج من عنق الزجاجة الراهن، يتم بمقتضاها إعلان الرئيس محمد مرسي عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مقابل بقائه لمدة عام جديد ليكمل عامين من مدته الرئاسية، يتعهد خلالها بإعادة الهدوء إلى الشارع. وبينما أشارت الأنباء -وفق صحيفة المصريون- إلى «رفض قاطع» من أغلبية قيادات الجبهة وشبابها الثائر، أكد العضو المؤسس بحزب الدستور (الذي يرأسه الدكتور محمد البرادعي) أحمد عبد الفتاح، «إن المبادرة تم طرحها من قبل عدد من السياسيين بالتوافق مع بعض قيادات الجبهة ولكن الغالبية العظمى ترفضها وتصر على رحيل مرسي». بالمقابل، وفيما رفض أشرف جاب الله، القيادي بجماعة الإخوان، الفكرة معتبرًا أنها من المبادرات الغريبة، وقال: «لا يمكن بحال من الأحوال أن يدعو الرئيس لانتخابات مبكرة قبل إتمامه مدة الأربع سنوات».. اعترف المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، الدكتور أحمد رامي، بالاتصالات، وقال: «هناك اتصالات مع أطراف بجبهة الإنقاذ من أجل فتح قنوات للحوار، لكن لم نصل لجديد حتى الآن».. لكن الدكتور محمد المصرى، عضو مجلس شورى الجماعة، وصف المطالبة برحيل مرسى «مراهقة سياسية». بينما تتطلع الأنظار لتظاهرات «الكارت الأحمر»، سربت معلومات عن جهود حثيثة من قبل جماعة «الإخوان» وبعض مناصريها بحثًا عن حلحلة سياسية، لتجنب الإطاحة بهم، رغم ما يبدونه ظاهريًا من محاولة للتماسك ترقب وقلق من جهة أخرى، وبينما يسود الترقب، محيط قصر الاتحادية بضاحية مصر الجديدة، قبل أسبوعين تقريبًا، من الموعد المنتظر، لمست (اليوم) حالة من القلق الحذر بالمنطقة، وشوهدت التحصينات الشديدة بمداخل ومخارج القصر الجمهوري، خاصة البوابات رقم 3، و4، و5، التي زودت ببوابات حديدية وإليكترونية حديثة للغاية، مع ارتفاع ملحوظ بالأسوار تحسبًا لأي اندفاع جماهيري. وشوهدت عناصر من الحرس الجمهوري، وعناصر أخرى بلباس مدني، وهي تمنع أي محاولة للتصوير أو الاقتراب من جهة شارع الميرغني. وشوهدت محال تجارية وقد انتهت من تركيب موانع ومصدات حديدية بديلا عن الواجهات الزجاجية، فيما تخوف مواطنون من إعلان وزارة الداخلية، عدم تواجد أفرادها في الشارع للفصل بين المتظاهرين، معتبرين أن ذلك من شأنه تحويل شوارع المنطقة لساحات حرب أهلية في حال نزول الطرفين المؤيدين والمعارضين، كما حدث أثناء اشتباكات 5 ديسمبر الماضي التي وقعت بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه. خاصة بعد أن ترددت أنباء عن سماح «الإخوان» لأعضائها بشراء أدوات للدفاع عن النفس واستخدامها خلال التظاهرات المقبلة. مفاجأة جديدة وفي مفاجأة جديدة، أعلن حزب محسوب على التيار الديني، عن مشاركته في فعاليات 30 يونيو الداعية لانتخابات رئاسية مبكرة مع التأكيد على سلميتها، وذلك بعد اجتماع مع الهيئة العليا للحزب. وأكد الحزب في بيان له السبت، وحصلت (اليوم) على نسخة منه، على استمرارها في التواصل مع كافة القوى السياسية لحل الأزمة التي تمر به البلاد. وطالب رئيس الجمهورية بتحمل المسئولية وعدم التباطؤ في الاستجابة لمطالب الشعب المشروعة». انتحار رمزي من جهة أخرى، وبينما كشفت أنباء عن انضمام أكثر من 700 شخص لدعوة انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي ال»فيس بوك»، يطلق عليها «انتحار جماعي» يوم الخميس المقبل، بشارع محمد محمود وسط القاهرة، أعلن عدد من النشطاء عن تنظيم سلسلة بشرية أعلى كوبري قصر النيل وإلقاء أنفسهم في النيل كانتحار رمزي في تمام السابعة من مساء الجمعة القادمة، كتعبير رمزي على الهروب من العيشة وإعلانًا عن رفضهم لحكم مرسى ولجماعة الإخوان. ووفق يومية «اليوم السابع»، أضاف النشطاء أنهم سيتجمعون عند دار الأوبرا المصرية في تمام الثالثة عصرًا ثم التوجه لكوبرى قصر النيل وعمل سلسلة بشرية كبيرة رافعين لافتات مكتوب عليها 'عشان مش لاقى... قررت أنط في النيل'، مؤكدين أنهم سيلقون بأنفسهم في النيل وكل شخص منهم على رقبته حبل المشنقة كتعبير رمزي على الهروب من الحياة ومعاناتها اليومية.