اعتمدت وزارة التربية والتعليم تطبيق نظام تسريع الطالبات والطلاب الذين أبدوا تفوقا غير عادي وفق دليل إجرائي يتضمن الشروط والآليات وذلك ابتداء من العام الدراسي القادم 1434/1435ه، وقد أصدر نائب الوزير الدكتور خالد السبتي قرارا يقضي بتشكيل لجنة مركزية بالوزارة لمتابعة تنفيذ النظام في مراحل التعليم العام. ويأتي القرار تفعيلا لمضامين لائحة تقويم الطالب، حيث نصت الفقرة الثالثة من المادة السابعة من قرار اللجنة العليا لسياسة التعليم رقم 53/ ق ع بتاريخ 1/3/1426ه، على أنه يحق لوزارة التربية اصدار قرار بترفيع الطالب أو الطالبة الذي يبدي تفوقا غير عادي في دراسته إلى صف أعلى من صفه وفقا للضوابط المعدة لذلك من قبل الوزارة. ويعد أسلوب التسريع أحد الأساليب التربوية المتبعة في رعاية الموهوبين والمتفوقين، ويطبق النهج في كثير من الأنظمة التعليمية حول العالم، وهو في ذات الوقت مؤشر إيجابي على مرونة النظام التعليمي في المملكة وعدم تقليديته، وتتمثل هذه المرونة في كونها استجابة عملية لما يبديه الطلبة من تفوق وموهبة ونبوغ علمي يفوق أقرانهم، حيث يتمتعون باستعدادات وقدرات غير عادية تمكنهم من التعلم والاستيعاب بشكل أسرع، مما يحتم على النظام التعليمي إيجاد آليات واستراتيجيات تتعامل مع هذه الفئة من الطلاب بما يتناسب مع قدراتهم، وهذا ما عملت عليه وكالة الوزارة للتعليم حيث شكلت لجنة متخصصة لوضع إجراءات تطبيق نظام التسريع وعرضها على مجلس الوزارة، وصدرت الموافقة عليها من قبل المجلس بالإضافة إلى اكتمال إعداد مشروع التعرف على الموهوبين الذي تطبقه الوزارة بالتعاون مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ومركز القياس والتقويم والذي ساعد على إمكانية الاستفادة من المقاييس وأدوات التقويم في تطبيق استراتيجية التسريع. وقررت الوزارة بعد الدراسة المستفيضة من قبل المختصين أن تأخذ بمنهجية التسريع والمتمثل في نقل الطالب/ الطالبة عبر السلم التعليمي إلى الصف الذي يليه عندما تتوفر لديه المسوغات المطلوبة للترفيع، ويصدر قرار الجهة المعنية بذلك، حيث تنص آلية التسريع على أن يتاح للطالب الاستفادة من الترفيع مرتين كحد أقصى بحسب اختياره، إذ يمكنه الانتقال من رابع ابتدائي إلى سادس، ومن أول متوسط إلى ثالث، ومن أول ثانوي إلى ثالث. وتعمل الوزارة على أن يتحقق من خلال نظام التسريع الاستثمار الحقيقي للمواهب والقدرات لدى الطلاب والطالبات لما فيه المصلحة العامة للجميع وتحقيق أهداف سياسة التعليم في المملكة من إعداد كفاءات علمية وطنية من الموهوبين والموهوبات، وإتاحة الفرصة لهم لخدمة المجتمع في وقت مبكر من أعمارهم.