كل صيف وأنتم بخير، ورغم أن حرارة الصيف في العديد من العواصم العربية «مولعة» بما يجعلك تلوح لها من بعيد، إلا أن أعدادا كبيرة من السعوديين سيذهبون إلى دول المجلس حارة الرطبة صيفاً! اقرّ بأن طلعاتنا السياحية مشروعة، فهي تعني: توظيفاً لأموالنا في فرص استثمارية، وتوليد الوظائف التي قد يحظى أبناؤنا ببعض منها، وتجلب أموالاً (أو تقلل من تصديرها) بما يحسن ما يعرف بميزان المدفوعات. لكننا الآن وجهاً لوجه مع موسم الصيف..وسيسافر السعوديون في كل إتجاه حتى للأماكن الحارة والرطبة والتي تبعد عنا كيلومترات قليلة..ولا نريد أن نعرف لماذا! لقد استمر قطاع السياحة في النمو خلال السنوات الأخيرة مستفيدا من الاستقرار والنمو الاقتصاديين. وعلى الرغم من احتلال المملكة المرتبة 31 على مستوى العالم في العام 2011م من حيث الإسهام الفعلي المباشر لقطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي، إلا أن المملكة لم تزل بمنأى عن الاستغلال الكامل للفرص التي يتيحها القطاع..ولا نريد أن نعرف لماذا! فقد بلغ إجمالي النفقات المتحققة داخل المملكة من سياح الداخل 84.6 مليار ريال في عام 2011م مقارنة بمبلغ 57 مليار ريال تحققت عام 2010م، وأسهمت السياحة الداخلية (المحلية والوافدة) بما قدره 42% (35.5 مليار ريال سعودي)، و 58% (49 مليار ريال سعودي) في العام 2011م على التوالي من إجمالي النفقات الداخلية بالمملكة. ووفقاً لمجلس السياحة والسفر الدولي فمن المتوقع أن تنمو نفقات السفر المحلي بنسبة 5.4% سنويا، وأن ترتفع نفقات السفر المغادر بنسبة 2.6% سنويا حتى عام 2022م. فخلال عام 2011م حقق إنفاق السياحة المحلية لمنطقة مكةالمكرمة النصيب الأوفر من النفقات بنسبة (45.9%)، ومن حيث الغرض من الزيارة احتل انفاق «قضاء العطلات والترفيه» نسبة (42.3%)، تلتها الاغراض الدينية بنسبة (26.9%)، ثم زيارة الأهل والأصدقاء بنسبة (23.2%)، والتجارة والأعمال بنسبة (2.5%). وبلغت قيمة نفقات السياحة الخارجية 60.6 مليار ريال سعودي عام 2011م مقارنة بمبلغ 55.5 مليار ريال سعودي عام 2010م بمعدل نمو مقداره 9.2%. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة لحث المواطنين على قضاء الإجازات بالداخل، فإن نفقات السياحة الخارجية تمثل احد مصادر التسرب الرئيسية من الاقتصاد المحلي، إذ لا ينافسها -من حيث الضخامة- سوى تحويلات العمالة الوافدة بمقدار يبلغ الضعف تقريباً. وكل المؤشرات تبين أن الوتيرة التصاعدية لانفاقنا للسفر طلباً للتسيح في الخارج، وبوسعنا أن نستمر سنوات قادمة في إطلاق مهرجانات صيفية لا تستطيع منافسة ما هو معروض في دول مجلس التعاون المحيطة بنا في دبي وصلالة على وجه التحديد، أو أن نرتقي نوعاً بمهرجاتنا السياحية الصيفية من خلال التحسين المستمر والمنافس المقنع للسائح أن يبقى هنا. ويبدو أننا سندور في حلقة مفرغة إن لم نوفر للسياحة المحلية تمويلاً ملائماً من خلال إيجاد صندوق للتنمية السياحية لا يقتصر تمويله على تشييد الفنادق والشقق الفندقية والمدن الترفيهية بل كذلك يوفر تمويلاً للخدمات والبرامج السياحية، إذ أن السياحة ليست مجرد فندق ومدينة ملاهٍ بل هي برامج تتطلب انفاقاً عالياً وتجسيراً تمويلياً..عندها فقط سنستطيع أن ننافس أشقاءنا في دول مجلس التعاون سياحياً. توتير: @ihsanbuhulaiga