تعطي التغيرات التي تحدث أسبوعيا بقائمة كبار الملاك في شركات الأسهم السعودية إشارة لما حدث بالسوق خلال تداولات الأسبوع الماضي فهي أحد المؤشرات التي توضح ما يفعله صناع السوق به وعلى سبيل المثال فعندما نجد أن المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية قد رفعت نسبة تملكها بوقع 0.1% في أربع مصارف فإن هذا يعني أن التوجه في هذا القطاع إيجابي خلال الفترة القادمة حيث إنهم لا يشترون إلا بناء على دراسات واسعة نتج عنها هكذا قرار ... إن هذه القرارات تريح الأسواق والمتعاملين على حد سواء ولكن فهم طبيعة هذه القرارات والمغزى منها يصعب أحيانا على المبتدئين في السوق فهمه ولكنه ومع الوقت والتجربة يبدأ المتعامل في وضع هذه التصرافات ضمن حساباته أثناء اتخاذ القرارات الشرائية أو البيعية. المؤشر العام ارتفعت قيم تداولات سوق الأسهم السعودية خلال تعاملات الأسبوع الماضي إلى مستويات 35.5 مليار بعد أن كانت قيمها في تداولات الأسبوع ما قبل الماضي عند مستويات 27.3 مليار أي بزيادة تبلغ قيمتها 8.1 مليار ريال وهو ما نسبته 29.6% من قيم تداولات الأسبوع الأقدم ، ونتج عن هذه التداولات المرتفعة نسبيا ارتفاع المؤشر العام للسوق بما قيمته 209 نقاط وهو ما نسبته 2.8% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية الواقع على مناطق 7404 نقطة والتي بدأ منها ارتفاعاته التي استمرت طيلة جلسات الأسبوع الماضي الذي لم يستطع تحقيق أي إغلاق يومي سلبي طيلة الفترة المذكورة حيث كان من ضمن المحاولات أن يصل المؤشر إلى أبعد من ذلك إلا أنه وصل إلى مستويات إغلاقه الأخير عند مناطق 7613 نقطة ليكون بذلك قد أغلق بشكل واضح فوق مستويات المقاومة السابقة المتمثلة بعدة مناطق قريبة من بعضها البعض يأتي آخرها عند مناطق 7242 والتي تم اختراقها قبل ثلاثة أسابيع إلا أنه كان من المتوقع أن يعود المؤشر لاختبار تلك المستويات قبل انطلاقه في موجته الصاعدة التي تستهدف مستويات المقاومة الرئيسية الأولى عند 7944 نقطة والمتمثلة منذ ذكرنا في مقالنا السابق بقمة الموجة الصاعدة الأخيرة وأعلى قيمة وصلها المؤشر خلال أربع سنوات وثمانية أشهر تقريبا والقريبة جدا من مستويات المقاومة المتمثلة بحاجز 50% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والشهري والواقع على مناطق 8016 نقطة والتي تعتبر من أشرس المقاومات في طريق المؤشر التصاعدي .. لعل ما دفع بالمؤشر للانطلاق منذ الجلسة الأولى من تداولات الشمعة الشهرية الحالية هو إغلاق الشمعة الشهرية فوق حواجز المقاومات المذكورة أعلاه والتي تحولت دعما بفعل هذا الاختراق وعليه فمن الواضح من المؤشر أن كبار المتعاملين قد اتخذوا قرارهم حول التوجه القادم للمؤشر والمهمة الأصعب أمام المتعاملين هي إيجاد الشركات ذات القوة المالية والمتناسبة مع أسس وقواعد الاستثمار الصحيح لشرائها حيث إنه يجب أن تكون أسعارها بالدرجة الأولى قريبة أو عند القيمة الحقيقية التي تستحقها لا أن تكون تلك الأسعار مبالغ بها مثل الكثير من الشركات المدرجة في السوق وخصوصا في بعض القطاعات التي أصبحت أسعار أسهمها لا تمت للمنطق بصلة وذلك حسب قواعد الاستثمار . قطاع المصارف والخدمات المالية حقق مؤشر قطاع المصارف والخدمات المالية صعودا قويا خلال تداولات الأسبوع الماضي حيث ارتفع المؤشر بما قيمته 914 نقطة وهو ما نسبته 5.8% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية عند مناطق 15712 حيث استمر في صعوده وتحقيق الإغلاقات اليومية الإيجابية طيلة الجلسات الخمسة الماضية إلى أن استقر به الحال عند مستويات إغلاقه الأخيرة على مناطق 16627 نقطة ليكون بذلك قد اخترق اثنتين من المقاومات القوية الواقعة عند ذات المستويات 16174 والتي يتمثل أولها بالضلع العلوي للمسار الجانبي الذي يسير به المؤشر منذ عام والتي تتمثل أيضا بحاجز 23.6% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق ، وجاء هذا الارتفاع مدعوما بتداولات كثيفة ارتفعت إلى مستويات 4.9 مليار ريال بعد أن كانت في الأسبوع ما قبل الماضي عند مستويات 2.9 مليار أي بزيادة بلغت ملياري ريال وهو ما نسبته 68% من قيم تداولات الأسبوع الأقدم وهو ارتفاع كبير ساهم بشكل واضح في ارتفاع المؤشر العام للسوق خصوصا وأن الأسهم المدرجة تحت هذا القطاع من أكبر الأسهم تأثيرا بالمؤشر العام للسوق ... إن اختراق المستويات المذكورة يفتح الباب أمام مؤشر قطاع المصارف لاستهداف مستويات المقاومات الشرسة الواقعة على مشارف الثمانية عشر ألف نقطة والتي تعتبر سقف المسار الجانبي الذي يسير به مؤشر القطاع منذ ما يزيد على الأربع سنوات ونص . قطاع الاتصالات من خلال مراجعة قيم التداولات في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات نجد أن عمليات شرائية كبيرة حدثت خلال تداولات الأسبوع الماضي حيث ارتفعت قيم التداولات إلى مستويات 4.6 مليار ريال بعد أن كانت في الأسبوع ما قبل الماضي عند مستويات 2.3 مليار ريال أي بزيادة بلغت نسبتها 98.4% من قيم تداولات الأسبوع الأقدم وقد استطاع المؤشر من خلال هذه التداولات الكبيرة أن يخترق حاجز المقاومة الواقع على مناطق 2401 نقطة والمتمثل بحاجز 50% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والذي كبح صعود المؤشر قبل ثلاثة أشهر وأجبره على التراجع إلا أن إصرار المتعاملين على الشراء في هذا القطاع نتج عنه هذا الاختراق الذي حصل بالشمعة الأسبوعية الماضية التي ارتفع بها المؤشر 61 نقطة وهو ما نسبته 2.6% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية عند 2373 نقطة والتي بدأ منها صعوده الذي استمر فيه لثلاث جلسات متتالية حيث هبط قليلا بالرابعة ولكنه عاد واستعاد ما خسره فيها في الجلسة الخامسة لينهي تعاملاته عند مناطق 2435 نقطة ... إن إغلاقه الحالي يعتبر من الناحية الفنية إيجابيا ويستهدف مستويات المقاومة التالية والواقعة على مناطق 2649 نقطة والمتمثلة بحاجز 61.8% فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه إلا أن البعض من المتعاملين لا يزالوا متخوفين من إمكانية دخول مؤشر القطاع في موجة تصحيحية عند هذه المستويات وهو ما يمكن تجنب آثاره من خلال اختيار أفضل الشركات المدرجة داخل القطاع والتي تكون أسعارها منطقية وقريبة من القيم الحقيقية المناسبة للشراء . [email protected]