ما كشفه معالي رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» الأستاذ محمد بن عبد الله الشريف عن رفع الهيئة تقارير لخادم الحرمين الشريفين عن تجاهل وزارات لاستفساراتها وتقصيرها في أعمالها يعني أن هناك من يتعمّد تعثر تأدية هذه المؤسسة المناط بها الرقابة عن عملها. وأنه لا يزال هناك من لم يعِ درس المليك القائد في أبسط قواعد الشفافية والنزاهة. وما قاله الشريف خلال افتتاحه يوم الأحد الماضي ندوة «المراجعة الداخلية في حماية النزاهة ومكافحة الفساد» عن بدء الهيئة في اجراء بحوث لرصد جهات الفساد ومعرفة أسبابه ووسائل مكافحته وذلك لإنشاء قاعدة بيانات عن الفساد بصفة عامة.. يضع جميع المسئولين على المحك الإجرائي الأول رغم أنني شخصياً أتفهم ما قاله من أن «الهيئة لن تنشر أسماء المتهمين في القضايا التي تكشف عنها حتى يصدر الحكم بحق المتهمين فيها» لاعتبارات قانونية وأخلاقية أهمها «ان المتهم بريء حتى تثبت إدانته» خاصة وأنه أكد أيضاً «أن عمل الهيئة يقتصر على الكشف عن قضايا الفساد والتحقق منها وإحالتها لجهة التحقيق التي تحيلها للمحكمة الخاصة».. إلا أنني أيضاً كمواطن أتمنى أن أرى ولو إجراء واضحاً وصريحاً يتم الإفصاح عنه على الأقل تأكيداً للمصداقية وإثباتاً للحرص العام في ظل العديد من الملابسات التي نسمع عنها ويريد المواطن التأكد منها لا أن نصبح نهباً للشائعات. ولكن ربما أثار الالتباس لدى المواطن على الأقل ما برر به الشريف سبب انخفاض ترتيب المملكة في المؤشر العالمي للفساد فقول معاليه إن ذلك يرجع ل»دخول دول جديدة للمؤشر ونقص المعلومات حول المملكة لدى منظمة الشفافية الدولية» يعني المعنى العكسي ليس لتقدمنا نحن على هذا الصعيد وهذا ما كنت أتمناه بل لدخول دول أخرى أشد فساداً إلى القائمة الأمر الذي يرجعنا إلى مربع التساؤل الأول. في كل الأحوال جاء كشف الشريف عن أن حصيلة حساب إبراء الذمة منذ إنشائه وصل إلى 250 مليون ريال كإضاءة متواضعة من حيث جملة المبلغ ولكنها من وجهة النظر المتفائلة تؤكد أن صحوة الضمير لدى بعض من أخذ مالا عن غير حق أو حصل عليه وهو لا يستحقه مستمرة تستحق التقدير والتشجيع أيضاً. تذكر!! تذكر يا سيدي إذا عجزت عن إصلاح نفسك فكيف تقدر على إصلاح الآخرين. وخزة.. يقال: لا يمكن لأي أحد أن يجعلك تشعر بالدونية دون موافقتك .