شملت الفوضى التي يعيشها عالمنا العربي بسبب (الخريف العربي) الكثير من جوانب الحياة ليس على مستوى الدول التي عاشت هذا الخريف بكل تداعياته ولكن على جوانب أخرى في دول لا علاقة لها بهذه الفوضى التي لم تكن في يوم من الأيام (خلاقة) كما سميت ذات يوم ممن دعا لها وسعى لتنفيذها ضمن أجندة بدأت تتكشف نواياها وأهدافها مؤخراً . الحديث لمجرد الحديث أصبح جزءاً من تحليلات هؤلاء والضحية يكون المشاهد أو المستمع الذي يبحث عن الحقيقة والمعلومة الدقيقة . والخلاصة أن الفضاء العربي امتلأ بغث كثير من الصراخ والزعيق والمعلومات المغلوطة. وقد شملت الفوضى بالتأكيد الكثير من وسائل الإعلام وبالتحديد الإعلام الفضائي الذي باتت إفرازاته خليطا من الفوضى والجهل والغباء الإعلامي بكل جوانبه ، وفي سبيل تحقيق تواجد على الساحة الإعلامية بأي شكل كان قامت الفضائيات ، حتى الأشد احترافاً ، بالاستعانة بعدد ممن اطلقوا على انفسهم خبراء في هذا الشأن أو ذاك (لا أدري من أين حصل على لقب خبير) ليحلل كل منهم في مجاله بشكل يدعو أحياناً إلى الغثيان . والتحليل الذي أعنيه يشمل كل المجالات التي تهم المشاهد أو المستمع سواء كان هذا التحليل سياسياً أو عسكرياً أو رياضياً أو اجتماعياً . لم يعد عند هؤلاء الخبراء المزعومون حدود لما يعرفونه وما يحللونه فما يسمى بالخبير السياسي لا يرى غضاضة في الحديث في الشأن العسكري ونتيجة جهله المطبق في هذا الشأن ناهيك عن جهله في القضايا السياسية أساساً أصبح كمن يتحدث بلغة غير مفهومة . أتابع منذ فترة عددا من هؤلاء (الخبراء) الذين أصبحوا ضيوفاً دائمين في البرامج الحوارية فأجدهم يتحدثون في الشأن السياسي ويتناولون الشأن الاجتماعي ثم يعرجون على القدرات العسكرية للدول وكأنهم قادة لجيوش هذه الدول فيأتي حديثهم خليطاً عجيباً تملؤه الأخطاء والمعلومات التي لا تتفق أحياناً مع المنطق البسيط . وبالتأكيد نتيجة الركض العجيب وراء هذا الظهور أصبحت أخطاؤهم أكثر من صوابهم كما حدث قبل أيام عندما تحدث أحدهم عن (ساق المرأة) !!! الحديث لمجرد الحديث أصبح جزءاً من تحليلات هؤلاء والضحية يكون المشاهد أو المستمع الذي يبحث عن الحقيقة والمعلومة الدقيقة . والخلاصة أن الفضاء العربي امتلأ بغث كثير من الصراخ والزعيق والمعلومات المغلوطة. تويتر h_aljasser