تسعى 9 من الفتيات من ذوي اعاقة الصم وضعاف السمع بالمنطقة الشرقية من الموهوبات بإبراز مواهبهن كلما سنحت لهن الفرصة بذلك سواًء عبر المشاركة في المهرجانات والفعاليات التي تنظم أو بواسطة فرع الجمعية السعودية للصم وضعاف السمع بالمنطقة الشرقية والتي تحاول أن تذلل كل الصعوبات التي قد تواجه تلك الفتيات. نوال الشريدة التي لديها اعاقة الصم ومتزوجة ولها طفلة تروي لنا حكايتها مع موهبتها التي تمتاز بها وهي الرسم والخط، بالإضافة إلى تصميم المجسمات بواسطة الورق والاخشاب وكذلك الخياطة والتجميل حيث تقول: اكتسبت هذه المواهب خاصة الرسم حين كنت صغيرة ومع مرور الوقت استطعت أن أطور تلك الموهبة، بإضافة بعض الهوايات الأخرى التي مكنتني من اكتساب المزيد من المهارات والخبرات. وعن الكيفية التي ساهمت في اكتساب المزيد من هذه الهوايات تضيف: التحقت بعدد من الدورات التدريبية المتنوعة بإشراف ومتابعة من قبل المختصين بمركز الامير سلطان للمعاقين بالمنطقة الشرقية، وذلك على مدة عامين متتالين مما ساهم بشكل كبير ومؤثر في صقل موهبتي إذ أصبحت قادرة على الاعتماد على نفسي. وبينت الشريدة أن لها بعض المشاركات في عدد من المهرجانات والفعاليات التي تنظم سواء في داخل المنطقة الشرقية أو خارجها، فقامت بعرض عدد من الرسومات واللوحات التي قامت بتصميمها، ومن أبرز تلك المهرجانات هو مهرجان جدة والرياض، وكذلك معرض الأمير محمد بن فهد بالتعاون مع جمعية المعاقين بالشرقية، وذلك للفنون التشكيلية والتي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة. أما نورة الرويحي والتي تعاني ضعف السمع مع صعوبة بالنطق فهذه تختلف عن سابقتها، وتمتاز هذه الفتاه العشرينية بموهبة قل أن تجدها في أشخاص من ذوي الاعاقات وهي كتابة الشعر وإلقائه، بالإضافة إلى هواية الرسم والخط والقراءة، وعن الكيفية التي قادتها لتعلم الشعر أشارت أن التشجيع والمؤازرة التي وجدتهما من والدها الذي يهوى كتابة ونظم الشعر مهد لها الطريق في اكتساب المزيد من هذه الموهبة. وأضافت الرويحي أن لها العديد من القصائد الشعرية التي نظمتها بنفسها وشاركت بها في عدد من المناسبات والفعاليات التي نظمت لذوي الاعاقات بالمنطقة الشرقية . أما يسرى الشريد والتي تعشق موهبة الرسم والخياطة والمتزوجة من رجل أصم ولديها 3 بنات فقالت انها تحلم في المستقبل بأن تنظم معرضاً خاصا بها لأن ذلك سوف يمكنها من إظهار جميع إبداعاتها، على اعتبار أن لدى الكثير من معاقات الصم وضعاف السمع سواء بالمنطقة الشرقية أو خارجها المهارات الكافية التي يمكن إبرازها وذلك عندما يجدن الدعم والمؤازرة من الجهات المعنية. وذكرت الشريد أن كل الاعمال التي تقوم بتصميمها من رسومات ولوحات تكلفها الكثير، لأنها تحتاج لأدوات ومواد، وعلى ذلك فهي لم تضع في حسبانها كل تلك الأموال التي ستدفعها مقابل أن تمارس هوايتها على الوجه الذي يميزها عن غيرها من الفتيات سواءً من ذوي الاعاقات أو الاسوياء. من جهة أخرى قال رئيس فرع الجمعية السعودية للصم وضعاف السمع بالمنطقة الشرقية ضيف الله الغامدي ان الجمعية تدعم الكثير من الفتيات الموهوبات من فئة الصم وضعاف السمع من خلال الحاقهن بدورات تدريبية متنوعة على أيدى معلمات متخصصات من نفس فئة الصم. وبين الغامدي أن الجمعية تنظم عددا من المعارض للفنون التشكيلية داخل مقرها لكي تساهم في تشجيع الموهوبات على الاستمرار في ممارسة هوايتهن وكذلك ابرازها بالشكل الذي يساعدهن على الابداع.