يمتلك بعض الشباب من فئة الصم وضعاف السمع العديد من المواهب والمهارات التي تبين قدرتهم وتفوقهم عن أقرانهم الأسوياء، وبالرغم من إعاقتهم تعد هذه المواهب والتي اكتسبها البعض منهم بالفطرة أو الممارسة من العلامات البارزة والمميزة بالنسبة لهم، «اليوم» قامت بزيارة إلى فرع الجمعية السعودية للصم وضعاف السمع بالمنطقة الشرقية والتقت بعدد من هؤلاء الموهوبين والذين بحسب قول مدير الجمعية يقدرون بحوالي 20 موهوبا من ضمن 300 معاق بالجمعية. بداية كان لنا حديث مع الشاب رياض الشيخ والذي يملك القدرة الكافية في التعامل مع برامج الحاسب الآلي، ويعتبر أول طالب من ذوي ضعاف السمع في المملكة يحصل على درجة البكالوريوس تخصص تربية خاصة من إحدى الجامعات الخاصة يقول رياض: لقد نمت عندي هذه الموهبة منذ أن كنت طالباً في المرحلة الابتدائية، ويعود الفضل في ذلك لوالدي الذي قام بتسخير كل الإمكانات المتاحة لديه في اكسابي هذه الموهبة، ورغم الصعوبات التي واجهتني خاصة أنه لا يوجد لدينا مراكز لتعليم الصم وضعاف السمع لتعلم مهارات الحاسب الآلي. وأضاف الشيخ بأنه استغل كل الإمكانات التي وفرتها الجامعة للطلبة التي درس فيها المرحلة الجامعية، من خلال الانخراط في الدورات والبرامج التي تعنى بالحاسب الآلي، وهذا الشيء مكنه من الالتحاق بالشركة السعودية الموحدة للكهرباء على وظيفة سكرتير رئيس قسم علاقات المشتركين وذلك بعد تخرجه من الجامعة. أما محمد اليحيى الذي يعاني من ضعف في السمع فهو طالب مبتعث ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وذلك في إحدى الجامعات الأمريكية للحصول على درجة البكالوريوس في هندسة الحاسب الآلي بالإضافة إلى أنه من الموهوبين في الرسم فتحدث لنا عن موهبته قائلاً: هذه الموهبة اكتسبتها منذ أن كنت صغيراً، عملت على تنميتها بقدر ما أستطيع ،وكان لتشجيع عائلتي ومساعدتهم لي الأثر الكبير في إبراز موهبتي عندما قاموا بتوفير كل الأدوات والوسائل التي تساعدني على الرسم، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي لاقيته من معلم التربية الفنية عندما كنت في المرحلة الثانوية، والذي أكسبني بعض الخبرات والمهارات التي ساعدتني على الاستمرار في ممارسة هذه الهواية بكل شغف. وعن تطلعاته المستقبلية قال اليحيى أنه حالياً في الولاياتالمتحدةالامريكية يقوم بدراسة اللغة الانجليزية بلغة الإشارة ليصبح أول طالب سعودي يتمكن من إتقان و اكتساب هذه المهارة الذي يعتبرها أبسط من لغة الإشارة باللغة العربية. أما محمد النعيم والذي يعمل في ميناء الملك عبدالعزيز بالمنطقة الشرقية على وظيفة مبرمج حاسب آلي وذلك بعد تخرجه من الكلية التقنية بالإحساء وحصوله على دبلوم تخصص حاسب آلي لمدة سنتين ونصف يملك هو الآخر موهبة جميلة وهي الخط العربي يقول: الفضل يعود لوالدي اللذين سخرا لي كل الإمكانيات في سبيل مواصلتي دراستي، رغم أنه لا يوجد جامعات ولا كليات في المملكة تقبل المعاقين الصم وضعاف السمع وعلى ذلك استطعت الحصول على فرصة لمواصلة دراستي، وأطمح بأن احصل على درجة البكالوريوس عما قريب . وأضاف النعيم: بأن اكتسابه لموهبة الخط تعتبر بالنسبة إليه حكاية، فكل إنسان يملك موهبة ولكن تحتاج هذه الموهبة إلى من ينميها بالشكل الذي يمكنه من الاستفادة منها مستقبلاً، وقد تأتي الممارسة في المقام الأول لتنمية هذه الموهبة، فعندما كنت في المرحلة الثانوية في إحدى المدارس الخاصة استفدت من التشجيع الذي كنت ألاقيه من معلم التربية الفنية الذي قام بتشجيعي وإعطائي النصائح والتي ساهمت في تنمية موهبتي إلى ما وصلت له الآن، بجانب دعمه لي بالمشاركة في العديد من المعارض التي تنظم سواء كانت داخل المدرسة أو خارجها . من جهته قال مدير فرع الجمعية السعودية للصم وضعاف السمع ضيف الله الغامدي بأن الجمعية تحاول أن تنمي كافة المواهب و المهارات التي يمتلكها هؤلاء الطلبة من خلال تنظيم البرامج والأنشطة التي تسهم في زيادة قدرتهم العقلية والمعرفية وأنها لن تدخر جهداً في ذلك لإبراز قدرات هؤلاء الصم وتعريف المجتمع بهم بأنهم يملكون قدرات وطاقات عظيمة تخولهم لمنافسة الأسوياء بل ورفع اسم المملكة في المحافل العالمية بمواهبهم الفذة.