كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"،امس ، النقاب عما سمته ب"مبادرة كيري"، والتي تتضمن سيطرة مشتركة على الأغوار من قبل إسرائيل والأردن والفلسطينيين في التسوية المستقبلية. وكتبت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري يجري اتصالات مكثفة مع الحكومة الأردنية، بهدف دمج الأردن في حل القضايا الصعبة والمعقدة في مجال الترتيبات الأمنية والحدود بين "إسرائيل" و"فلسطين". وأشارت إلى أنه في كل سنوات المفاوضات السياسية عرضت إسرائيل موقفا متصلبا بكل ما يتصل بمستقبل الأغوار، وأصرّت على إبقاء قوات الاحتلال في المنطقة، بذريعة ضرورة التحكم في معابر نهر الأردن لمنع وصول "مركبات معادية إلى الضفة الغربية وإسرائيل". كما أشارت في الوقت نفسه إلى أن الفلسطينيين يعتبرون استمرار التواجد العسكري في الأغوار مسّاً بالسيادة، وأن الأغوار يجب أن تكون جزءًا من أراضي الدولة الفلسطينية. إقناع الأردن وبحسب "يديعوت أحرونوت" فإن وزير الخارجية الأمريكية أقنع الأردن بأخذ دور في "المعادلة الجديدة" التي قام ببلورتها، والتي يدّعي أنها تأخذ بالحسبان المصالح المتضاربة لإسرائيل والفلسطينيين، من خلال تواجد على الأرض للطرفين إلى جانب طرف ثالث هو الأردن. وتابعت الصحيفة أن الأردن معنية بالحفاظ على الهدوء في الجانب الأردني من الأغوار، وفي الجانب الغربي من النهر (الضفة الغربية) بعد قيام الدولة الفلسطينية. وأشارت إلى أن كيري اجتمع الأسبوع الماضي مع ممثلي إسرائيل في المفاوضات، وزيرة القضاء تسيبي ليفني والمبعوت الخاص لرئيس الحكومة المحامي يتسحاك مولخو، وعرض عليهما تفاصيل المبادرة الجديدة, كما ناقش المبادرة مع الفلسطينيين. وأشارت الصحيفة إلى أن الطرفين، إسرائيل والفلسطينيين، لم يتفقا على مدة هذا الحل، حيث تتحدث إسرائيل عن مدة طويلة تصل إلى 40 عاما، في حين يتحدث الفلسطينيون عن مدة لا تزيد عن 3 أعوام. وكتبت أيضا ،أن "مبادرة كيري" لا تتضمن تفاصيل بشأن تواجد الأطراف الثلاثة في الأغوار، مشيرة إلى أن ذلك ستتم مناقشته خلال المفاوضات. وأضافت: إن هناك إمكانية لتواجد عسكري للأطراف الثلاثة، أو إقامة مقر تنسيق بحيث يكون جيش الاحتلال هو القوة العسكرية الوحيدة في المنطقة. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية قولها: إن هذه "الفكرة" هي واحدة من عدة افكار عرضها كيري على الطرفين. واستنادا إلى ردودهما تستطيع الإدارة الأمريكية تقدير مدى الاقتراب من مرحلة تجديد المفاوضات. وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكية ينوي في السابع من الشهر الحالي عرض المبادئ التي وضعتها الإدارة الأمريكية للمفاوضات، والتي تدمج بين المسار السياسي وبين المسار الاقتصادي، بدون إلزام الطرفين بقبول هذه المبادئ مع بدء المحادثات. بحسب الصحيفة. وبحسب «يديعوت أحرونوت» فإن وزير الخارجية الأمريكية أقنع الأردن بأخذ دور في «المعادلة الجديدة» التي قام ببلورتها، والتي يدّعي أنها تأخذ بالحسبان المصالح المتضاربة لإسرائيل والفلسطينيين، من خلال تواجد على الأرض للطرفين إلى جانب طرف ثالث هو الأردن. وقالت مصادر إسرائيلية :يدير وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الاسابيع الأخيرة اتصالات مكثفة مع الحكومة الاردنية بهدف دمج الأردنيين في حلِّ إحدى المسائل الصعبة والمعقدة في مجال الترتيبات الأمنية والحدود بين اسرائيل والفلسطينيين: السيطرة في غور الأردن. وأضافت :"ينشغل الأردنيون بشكل مكثّف بنشاط منع الإرهاب في الطرف الاردني من الغور. وله مصلحة في أن يحافظ في الطرف الغربي أيضا على الهدوء بعد أن تقوم الدولة الفلسطينية وتحل التسوية الدائمة. هنية في المقابل وصف رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية المشاريع والخطط الأمريكية الأخيرة بمشاريع "الخديعة والغش السياسي بهدف طمس الحقائق التاريخية والعقائدية للشعب والأرض، ومحاولة لتكرار الفيلم المحروق" الذي يُسمّى بالمفاوضات مع الاحتلال. وقال هنية خلال خطبة الجمعة بمسجد عمر بن عبد العزيز شمال غزة: إنّ مبادرة كيري والإغراء بالمال وسيلة أعداء الإسلام ،مقابل التنازل السياسي، "فالمليارات تتدفّق من الإدارة الأمريكية مقابل التنازل السياسي والتطبيع مع العدو وتبادل الأراضي والتواجد الأمني والتخلّي عن حق العودة". وأضاف: "تأتي ذكرى الإسراء والمعراج ومشاريع تصفية قضية فلسطين ما تزال تتواصل، وآخرها خطة كيري للسلام الاقتصادي، (..) يريدون من شعبنا أن يبيع الحقوق والثوابت مقابل رغيف الخبز والعيش في ظل الاحتلال، يريدون أن ينسى الشعب التضحيات والأسرى والدماء على وقْعِ ما يسمى بالسلام الاقتصادي والمال السياسي المغشوش". وذكر أنّ الاحتلال غيّر الكثير من المعالم تحت ظلال المفاوضات، وتسلّل للمنطقة العربية والإسلامية، "وشرعن التواجد على الأقل في نظر الرسميّين والمطبِّعين والمتعاملين في منطق الدونية أمام الأمريكان والغرب (..) عاش شعبنا أكثر من 20 سنة في ظلال المفاوضات، فكانت المحصّلة صفراً والرابح فيها المحتل". وشدّد هنية على أنّ جهود الاحتلال في انتزاع المدينة المقدسة من محيطها الفلسطيني العربي والإسلامي، محاولات يائسة لتغيير القدس ومعالمها الحضارية وإثبات المزاعم "الصهيونية" التلمودية في القدس والأقصى.