كشف مختصون أن التوجه الكبير لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في المملكة منصب عدديا بصالح موقع فيسبوك، إلا ان التفاعل الواضح والملموس عادة ما يأتي من خلال موقع تويتر كونه سهل التواصل مع الشخصيات المهمة في المملكة بصورة سهلة وبسيطة ساعدت في حفظ الخصوصية لهم. وقال الدكتور ياسر الشهري الأستاذ المساعد بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام إن السبب في هذا الانتشار والتفاعل هو الرغبة الجامحة التي يلحظها رواد «تويتر» في المشاركة والنقاش والتعليق حول أمور المجتمع الحياتية والخدمات التي تقدم له، ولعل ذلك يعود إلى زيادة الوعي لدى الأفراد بحقوقهم وواجبات الجهات الخدمية، كما أن «تويتر» وسيلة مهمة، وشبكة ضخمة، وتوقع أن شبكة تويتر ستكون أطول عمرا من الشبكات الاجتماعية الأخرى، بسبب مميزات الاستخدام السهلة، والمتنوعة، والإفادة منها يمكن أن تكون عبر حملات التوعية والتسويق والتعليم في غاية الأهمية، وتمنى أن يأتي اليوم الذي تتفاعل فيه مؤسساتنا مع جمهورها عبر شبكات اتصالية وشفافية عالية. وحول أبرز المواضيع والمعلومات التي يبحث عنها المستخدمون قال الشهري “ لا يمكن الجزم بشيء محدد إلا وفق دراسة علمية ولكن على مستوى الاستخدام الشخصي ألحظ أن الأخبار ومتابعة الأحداث تأتي في مرتبة عالية الأهمية وكذلك آراء المتخصصين والموثقين في مجالات احتياج الجمهور، إضافة إلى التواصل وإشباع الحاجات الاجتماعية التي تحظى بقدر كبير من الأوقات عادة”. وأكد أن «تويتر» بدأ نخبويا إلى حد ما في المملكة والخليج، عبر طرح قضايا المجتمع وحاجاته وآماله، وإن كانت هناك استخدامات متعددة له بالتأكيد، ويظهر ذلك من حجم التفاعل مع الشخصيات الجريئة في نقد الأخطاء والمفاهيم المغلوطة، كما أن البعض يبحث عن مصادر إخبارية غير تقليدية، وربما يشير ذلك إلى أزمة في مصداقية الوسائل التقليدية، أو التي تثبت مصداقيتها فقط في المواد الهروبية غير المؤثرة على المواقف والأفكار. ومن جانبه، قال الخبير التقني طارق الجاسر “ في البداية كان موقع الفيسبوك يسجل كمية هائلة من المستخدمين ويتربع ومازال يتربع على عرش مواقع التواصل الاجتماعي عدديا، لكن لو درسنا الموضوع منذ البداية لوجدنا إنها سلسلة متصلة ببعضها البعض، فبداية الفيسبوك كموقع للتواصل فقط مابين طلاب جامعة محددة وانتشر وأصبح التسجيل به مفتوحا للجميع، بعد ذلك ازدادت خدمات الموقع حتى وصلت لخدمات كثيرة جدا وهي التي تسببت في فقدان اهتمام بعض المسجلين، إضافة إلى الألعاب والمجموعات وصفحات المعجبين، والذي يطغى عليها التنوع الزائد القريب من المبعثر هو سبب في ظهور التويتر على الفيس بوك”. وأكد أن الكثيرين يفضلون «تويتر» لعدة أسباب أهمها أن عدد الأحرف أقل التي لا تتجاوز 140 حرفا، ولا يمكن التواصل عبر الخاص إلا بالمتابعة وهذه ميزة الخصوصية، إضافة إلى أنه لا توجد مميزات مبعثرة وخدمات كثيرة تجعل من أحد المشاهير يتابع الكم الهائل من المتابعين من صفحة إعجاب ورسائل وردود طويلة تحتاج وقتا للقراءة كالفيسبوك، فالتويتر يهيئ هذه البيئة، إضافة إلى الهاش تاق الذي ساعد بشكل فوق المبهر للتعارف والوصول السريع لآراء المجتمع ومعرفة القضايا المتداولة. وأشار الجاسر إلى أن التخصص دائما مربح، والتنوع غير المدروس يعتبر مضيعة للمجهود والوقت، وهذا ما طبقه موقع تويتر وكان متخصصا، حيث تم التركيز على سهولة اخذ المعلومة في كلمات بسيطة، ووجود المشاهير دعم الموقع وشهرته، لأن فكرة الموقع المستوحاة من تغريد العصافير جعلت مستخدم الموقع يعيش وسط شجرة تجمع كل المغردين في ظلالها. وقال إنه لا يمكن التركيز على أهم المواضيع المتداولة إلا باستخراج ما هي الشريحة العظمى، لأن تلك المواقع ميزتها أن يلتقي عدة أشخاص لهم اهتمامات مشتركة ويقومون بتكوين مجتمع صغير لهم، ربما رياضي، فلسفي، أدبي، ترفيهي، تقني، الجميل هو عندما تتنقل وتشاهد المستخدمين ستجد أننا لا نحكم بمجرد تعايشنا مع مجتمع صغير الذي بداخل هذه المواقع الضخمة. وفي سياق متصل نشرت شركة “Global Web Index” المتخصصة في أبحاث واستشارات السوق، تقريرا يشير إلى أن المملكة تحتل حاليًا المركز الثاني كأسرع الدول نموًا في العالم على موقع “تويتر”، حيث وصلت نسبة الزيادة في عدد الحسابات السعودية على “تويتر” لحوالي 42 بالمائة. كما أكد تقرير وكالة الوسائط الاجتماعية “ذا سوشال كلينيك”، أن المملكة بها أكثر من ثلاثة ملايين مستخدم نشط لموقع تويتر يصدرون 50 مليون تغريدة في الشهر، كما سجل مستخدمو “تويتر” في المملكة نموا قدره 3000 بالمائة ما بين عام 2011 و2012، أي أعلى بكثير من المتوسط العالمي، وقد أسهم الازدهار في المجال الرقمي في المملكة في تسريع نمو القطاع الإعلاني بقدر كبير.