تنامى عدد مستخدمي الشبكات الاجتماعية بشكل ملحوظ، حيث بلغ عدد مستخدمي «الفيسبوك» نحو 800 مليون مستخدم لعام 2011، بينما موقع «تويتر» يليه بمائتي مليون مستخدم؛ مع تفاوت نسب التصفح للشبكات الاجتماعية الأخرى. أما عدد المستخدمين للشبكات الاجتماعية في المملكة فقد سجل حضورا جيدا، حيث تجاوز عدد المستخدمين 4,5 مليون مستخدما غالبيتهم من فئة الشباب. فلماذا يقبل الشباب على تلك الشبكات؟ وكيف يتفاعلون معها؟ وما معدل استهلاكهم اليومي لها؟ هذا ما حاولنا التعرف على إجابته من عدد من الشباب المستخدمين.. اكتشاف الأصدقاء يقول ماجد حسن: أصبحت الشبكات الاجتماعية جزءا أساسيا من برنامجي اليومي، حيث أقضي ثلاث ساعات يوميا في تصفح موقع «الفيسبوك»، حيث بات هذا الموقع منبرا هاما لتجمع الشباب، فهو يغني عن الاتصال الهاتفي، ويمكنني «في الوقت ذاته» من التواصل مع جل الأصدقاء بأقل التكاليف، بالإضافة إلى ذلك فإنه يتسم بميزة جميلة، وهي اكتشاف أصدقاء الدراسة، والبحث عنهم من خلال أيقونة في الصفحة، ومن خلال تلك الأيقونة استطيع التوصل إليهم، وإلى زملاء كثيرين لم يكن بيننا سبيل إلى التواصل. ويستطرد ماجد: أصبحت تلك الشبكات مادة ملائمة للترفيه، وقضاء أوقات الفراغ. ملتقى للمثقفين ويوضح المهندس الشاب بدر الزهراني: أميل إلى استخدام تويتر عن باقي الشبكات الاجتماعية، وذلك لجدية المواضيع التي يطرحها المستخدمون، وأصالة الآراء التي تتبلور عنهم. حيث أصبح موقع «تويتر» ملتقى جميلا للمثقفين السعوديين، ومنبرا أصيلا لطرح القضايا، وتبادل الآراء. أما زميله سلطان أبوهيا فيبادر بالقول: استخدم موقع «الفيسبوك» للتواصل مع أصدقائي ومعارفي، وأعتقد أن الشبكات الاجتماعية أصبحت وسيلة إعلامية في متناول كل فرد للتعبير عن آرائه وأفكاره، وهو بالنسبة لي فضاء للتنفيس عن مشاعري ونقل أفكاري وآرائي إلى الناس، حيث أقوم بطرح القضايا وتبادل التعليقات ومعرفة الآراء المختلفة. وأحيانا أخرى استخدمه للترفيه عن نفسي والدردشة مع الأصدقاء، فأجده وسيلة ناجعة لتمضية الوقت، وملء أوقات الفراغ. تسويق المنتجات ومن ناحية أخرى يستخدم البعض تلك الشبكات الاجتماعية من زاوية اقتصادية، حيث تقول آلاء عبدربه «مستثمرة في بيع الملابس والأغراض النسائية»: ألمح إقبالا كبيرا واهتماما متزايدا بتلك المواقع، وهو ما يفسر اهتمام المعلنين بها، واستغلالها في حملاتهم الإعلانية، لذا بدأت استخدم تلك الشبكات في عرض منتجاتي، وبضائعي على الناس. حيث أقوم بعرض «الموديلات» والأزياء التي أبتكرها عبر صفحتي في «الفيسبوك»، وقد وجدت اهتماما من الناس وإقبالا جيدا، بل أنني استطعت الوصول إلى زبائن كثر لم يكن من السهول الوصول إليهم. قضايا الرأي العام وتستهل مشاعل الغامدي حديثها قائلة: أقضي ساعة يوميا في تصفح صفحتي على «الفيسبوك» للإطلاع على آخر الأخبار، والتواصل مع صديقاتي، ويزداد اهتمامي بتلك المواقع عند بزوغ قضايا الرأي العام؛ حيث استمتع بتصفح آراء الناس ومعرفة ردود أفعالهم. وأعتقد بأن تلك الشبكات شكلت ساحة ملائمة للحوار والتواصل مع الآخرين، بالإضافة إلى ذلك فقد أتاحت لي الإطلاع على ثقافات متعددة وشعوب مختلفة لم تعد تؤمن بما يفصل بينها من حواجز ومسافات جغرافية شاسعة.