تحت مظلة مكتب الإشراف الاجتماعي نظّمت جمعية جود الخيرية بالدمام حفل المتفوقين والمتفوقات من أبناء أسر اللجنة الاجتماعية ولجنة كافل يتيم يوم الأربعاء الماضي بتاريخ 12/7/1434ه وذلك بالتعاون مع مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية. واستُهِلّ الحفل بالترحيب بالحضور، وآياتٍ عطرة من الذكر الحكيم قامت بتلاوتها الدارسة رقية بكر من مركز محو الأمية التابع للجمعية، ثم دخول الأطفال بالزي التراثي الشعبي حاملين علم المملكة وعلما يحمل شعار جمعية "جود" مُتنقّلين بين الحضور للترحيب بطريقة عفوية من قبلهم، تلت ترحيبهم مسيرة للمتفوقين والمتفوقات بمختلف الأعمار ابتداءً بالأطفال. هذا وتضمّن الحفل رقصات مختلفة ومتنوعة للأطفال والفتيات والدارسات بمحو الأمية، ابتدأت برقصة تُصوّر التراث القديم للوطن وذلك برقص الأطفال بالسيف. وانتهت الفقرة بكلمة ألقتها رئيسة مجلس إدارة الجمعية الجوهرة المنقور مُرحّبةً بالحضور ومشاركتهم للمتفوقين والمتفوقات هذه الفرحة التي وصفتها بكونها عارمة بعد الجهود المُكللّة من قبلهم، وأضافت أنه عيد ثالث في نفوس المجتهدين والحاضرين والقائمين على الحفل، مُتمنيّةً بذلك أن يستمر هذا النجاح والرُقي ولا يتوقف حيث هذا الحد وحسب، وعلى إثر ذلك شكرت مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية، ومكتب الإشراف الاجتماعي، وأنهَت كلمات الشكر بالامتنان للطالبة الجامعية لمى العبدالكريم وذلك لتبرّعها السخي في تصميم ديكور المسرح للحفل والذي تألّق بالفضة وقبعات التخرج. كما تم عرض مساهمة خيرية قامت بها مؤسسة الوليد عبر عرض بروجكتر تبيّن من خلاله بذل المؤسسة تبرّعاً للجمعية والمشمولين برعايتها، تفضّلت فور انتهائه على المنصّة المدير التنفيذي لمشاريع مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية نورة المالكي مُنوّهةً على أن حضورها لهذا الحفل فُرصة تعجز عن وصفها لكونها طرفا في هذه الشراكة، وعلى إثر ذلك أكّدت أن هذا الحفل ليس سِوى تميز يُشار إليه بالبنان، وعن التعاون بين المؤسستين أشارت المالكي إلى أنه برنامج يُساهم في تحسين كثير من مستويات الأسر، خاصةً حين يكون العلم سبباً في رفع قامات البيوت تحت مظلة الشرف، وأنه خط يرسم أساس المستقبل لكل مجتهد، مؤكدة للأمهات أن تأسيس طفل متفوق ليس بالأمر السهل ولكن الهمة والإصرار يصنعان المعجزات. هذا ونوّهت المدير التنفيذي إلى أن الرعاية للجمعية ستبقى على الدوام مستمرة، حيث سيتم من خلال ذلك رعاية مواهب الأطفال عبر متابعتهم من قبل لجنة ستُكلّف بالبحث عن مواطن الموهبة في نفوسهم، ويعتمد هذا البرنامج على الأهالي بالدرجة الأولى، ومن شروط ذلك أن يكون الطفل متميزاً في كل المراحل الدراسية ليُعطي زخما وطاقة لهذه الموهبة. وأنهَت كلمتها بتصوير هذا النجاح بأنه هدية للوطن والمليك وللشخص ذاته، مُتمنيّة استمرار هذا التفوق والتقدم، شاكرةً المُنظمين على الجُهد البيّن. وتلاها عرض بروجكتر يُصوّر ذكريات المتفوقين ونسبة التفوق الذي تحصده الجمعية من جهود أبنائها في كل عام، في حين عُرِض مع مسيرة بعنوان (كيف بدأنا وكيف وصلنا). كما تم عرض لوحة فنية من أهل الحجاز سابقاً قدّمها أطفال الجمعية على المسرح، وقامت الفتيات بارتداء تصاميم حجازية وعرضها بين الحضور، وتوزيع أكلات شعبية تُصوّر تُراث الحجاز القديم، وعلى إثره رقص الأطفال على المسرح الرقص الحجازي بتصفيق وتفاعل مع الحضور. وانتهت الفقرة بتقديم الطالبة هناء الشمراني التي تحدثت عن ذاتها بأنها إحدى فتيات أسر اللجنة الاجتماعية بجمعية جود، والتي نوّهت الى نجاحها رغم اعاقتها لم تتأثر بل وصلت بالمثابرة والاجتهاد إلى مرحلة ثاني ثانوي، ولم يدفعها سوى طموح حصولها على الشهادة الجامعية وخدمة الوطن، وقد شكرت والدتها على دعمها الأساسي لها وجمعية جود على إتاحة الفرصة لها للمشاركة. وأضافت منى الدوسري إحدى فتيات الجمعية أنها لطالما كانت تحلم بأن تُصبح طبيبة لكن والدها كان يرفض رفضاً تاما بأن تُسافر للدراسة خارج المملكة والتغرّب عن عائلتها، فتكفّلت فاعلة خير بإلحاقها بإحدى الأكاديميات الصحية وواصلت منى دراستها في تلك الأكاديمية بالمثابرة والاجتهاد إلى أن أصبحت مساعد طبيب أسنان مؤكدةً أنها لن تقف حيث هنا وحسب، بل ستسعى جاهدة لأن تُصبح طبيبة. وأتت بعدها السيدة فاطمة حجاب لتذكر تجربتها مع الجمعية قائلة عن ذلك: أنا من أسر الجمعية المنتجة لنفسها وأبنائها لكسب العيش الحلال، حيث انني وبفضلٍ من الله من ثم جهدي استطعت المشاركة بمعارض كثيرة ساعدتني بالحضور حيثها جمعية جود وعلى إثر ذلك نال قسم الأسر المنتجة المركز الأول بمهرجان الجنادرية عام 1434ه. وكان لمديرة مركز محو الأمية (فرع الجمعية) وفاء الجعفر كلمة أشارت من خلالها أن هذا اليوم يوم قطف الثمار اليانعة، وأنه ليسعدها أن تُتوّج الجهد بالشكر والعرفان، شاكرةً الله أولاً ثم الجمعية على المساهمة في استقطاب الأمهات من الأسر لتكليل الجهود ومحو الأمية محواً دائماً، وشكرت أيضاً استضافتهم للمركز الثالث على التوالي في مقر الجمعية، وعليه سيتم فتح الصف الثالث لمحو الأمية، كما تم تخريج 31 دارسة ُحققن الفوز بالمركز الأول للصف الأول لمحو الأمية. وعلاوةً على ذلك سيتم مكافأة الدارسات بصرف 1000 ريال لمن تجتاز المرحلة بتفوق، مُثمّنةً إثر ذلك جهود معلماتهن. وتقدّمت الدارسات على المنصّة لتقديم أغنية ترحيبية من قبلهن ورقصة شارك الحضور بها بتفاعل ملحوظ في القاعة. وانتهى الحفل بتكريم رئيسة مجلس الإدارة السابق منيرة السليم، وتقديم الشكر والعرفان لسمو الأمير الوليد بن طلال حيث بارك للمتفوقين هاتفيا وأوصلت التهنئة المدير التنفيذي للمؤسسة، من ثم جاء تكريم الأمهات المتميزات، وتوزيع الهدايا لكل أم ومكافأة مالية، وجهاز آيباد للمتفوقين بالمرحلة الثانوية، من ثم تلاها مسيرة للأمهات الدارسات بمحو الأمية وخريجات الثانوية العامة، مُنتهية بفقرة وطنية بالترفيه، وأخيراً تكريم المشاركين.