مشكلة قرأتها وهي أن امرأة جميلة جداً وزوجة لرجل شاب ثري ووسيم جداً يلبي طلباتها دون تأخر ولا يقول ( لا ) ولها منه طفلان جميلان جداً .. هذه المرأة حاولت الانتحار لأن زوجها كان يلبي جميع طلباتها .. ولما فشلت في ذلك طلبت منه الطلاق رغم أن زوجها رقيق وناعم ووفي مما جعلها تكره الحياة معه . وإليك بعض الجمل التي استقيتها من التحقيق مع هذه المرأة بعد صحوتها من غيبوبة الموت الذي أوشك أن يستل روحها بفعل تناولها كمية من المواد السامة .. تقول هذه المرأة عن زوجها: منذ أن تزوجنا من ست سنوات لم ألق منه غير المعاملة الطيبة لدرجة أثارت فيّ النفور والغيظ كلماته معي ناعمة رقيقة ، فمللت زوجي ورقته المتناهية . وعندما طرحت هذه المشكلة على أطباء نفسانيين قال أحدهم: إن هذه المرأة فقدت توازنها .. وإنها مصابة بعدم القناعة.. أو مرض (الفوقية) مما يجعلها في حالة تذمر دائم من الحياة .. فتعتبر كل ما يقدم لها شيئاً لا قيمة له وأنها لا تزال متمسكة بأحلامها المراهقة .. (انتهى) .. أنا لا يهمني حال هذه المرأة التافهة ولكن هذه المشكلة أيقظت في نفسي أحاسيس الخوف والرعب والقلق من المستقبل على أولادنا الذين سيكونون غداً رجال المستقبل. أولادنا يعيشون عيشة رغيدة هانئة مطمئنة هذه الأيام .. فترى الولد الذي لم يصل سنه العشرين عاماً بعد يتمختر في سيارة آخر موديل وفي ثياب آخر صيحة ويتذمر من غسيل ثيابه أو حتى (بدنه) ويتذمر من أكل البيت ويتذمر من مشاهدة التليفزيون أو سماع إذاعة بلاده فيعوض ذلك بالأكل في المطاعم ومشاهدة الأفلام الرخيصة وسماع سفاسف الأشرطة ويترك مذاكرته لدروسه ويترك احتياجات البيت إلى غيره إما لوالده أو للسائق ... كل هذه الأحداث البسيطة الآن ستخلق لنا رجلاً مراهقاً مصاباً بمرض (الفوقية) الذي سيصنع منه بلا شك إنساناً فاشلاً وهذا الفاشل سيكون أحد رجلين .. إما سيرضى بالدونية رغم أنفه في المعيشة والوظيفة أو سيتحول إلى رجل لا يهمه من أين يكسب المال ليعيش .. وكلا الحالين لا نرضاهما لأولادنا الذين هم سورنا وحماتنا في المستقبل . فكيف نعالج مثل هذه الحالة ؟ علاجها لن يكون بعد استفحالها وتضخمها بل الآن .. الآن يسهل علاجها والوقاية منها بالتنظيم .. وإشعال الإحساس بالمسؤولية في الشاب. وإلا فسنندم ولات ساعة مندم..