لا عذر لنا نحن أهل بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ونقطة انطلاق الرسالة المحمدية الخاتمة للرسالات السماوية أمام تدني مستوى العناية والرعاية بالجوامع والمساجد داخل المدن والبلدات والهجر وكذلك محطات الخدمات البترولية والتموينية على الطرقات الداخلية والسريعة وتبدأ العناية من الانسان المسلم ذكرا وأنثى صغيرا وكبيرا مواطنا أو من اخواننا العرب ومن بقية الأمصار الاسلامية واذا كانت وزارة الشؤون الاسلامية تقوم بدور يذكر ويشكر يتوجب علينا نحن أن نجعل دورها مساندا ونضطلع بدورنا تجاه جوامعنا ومساجدنا ومصلياتنا التي لا تحتاج في حال تكاتفنا وتكاملنا الا للنزر اليسير جداً جداً من كل فرد وأقل من الوقت الذي يقضيه البعض هدانا الله واياهم في التأفف والتذمر من مستوى صيانة أو نظافة المسجد وتلك المسؤولية انما هي بتوجيه رباني حيث يقول ربنا سبحانه وتعالى في الآية 18 من سورة التوبة : (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) . جماعة المسجد اذا شعروا بتقصير في أي من الخدمات التي تعين المصلي على أداء فريضته بخشوع تام فعليهم ان يشخصوا الخلل ويتدارسوه فيما بينهم ومن ثم يعرض على الجميع ومن هناك ستمثل الحلول والبدائل من العقول الحكيمة سواء من الشيوخ أو من الشباب والصغار وتوسع الدائرة للأمهات والفتيات في الحي وذاك يبعدنا عن أولئك السلبيين الذين لا هم لهم سوى رمي عبارات التذمر جزافاً على الإمام أو المؤذن أو الخادم ان وجد وحرموا أنفسهم خيرا كثيرا وكثيرا, بل وألحقوا بأنفسهم اثما دون أن يشعروا بذلك. في حال ان تطلب الأمر من أي فرد من جماعة المسجد 120 دقيقة في السنة الواحدة لبرنامج العناية بالمسجد وفق وقت فراغه أعتقد أنه سيمنح أكثر من ذلك واذا توجهنا في هذا المسار التعاوني التكاملي ستظهر مساجدنا بحلة تليق بها ولا نستثني كبار السن والشيوخ حتى وان عجز وأعتقد أن مسح المصاحف واعادة ترتيبها وهو في مكانه أمر يسعده وجزاء الرب عميم لأنه الكريم جلت قدرته وتعالى في سمائه. شباب الحي ثروة لا يستهان بها إذا ما أشعرناهم بالتقدير وهم الى كل خير أقرب لنجعلهم النواة المحركة لجماعة العناية بالمسجد وسنرى العجب العجاب في التنافس الحميد تجاه ذلك ولنجعلهم يعملوا مع قيادة تدويرية تنسيقية شابة وباشراف من شيوخ الحي وناهيك عن الأجر الأخروي لنا فإن الجميع يشرف بخدمة بيوت الله حتى وان لم يكن تنظيفها مهوراً لحور العين حيث سئل شيخنا الفاضل محمد بن صالح المنجد .. هل صحيح أن الحصى والفتات الموجود في المسجد هو عبارة عن مهر للحور العين ؟ فاجاب فضيلته في الموقع الرقمي – الاسلام سؤال وجواب - «لم يرد تعيين مهر الحور العين في حديث صحيح ، وكل ما ورد فيه فهو إما ضعيف جدا أو موضوع ، ومجموع ما ورد في ذلك عن ستة من الصحابة : منها .. عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا قال : (كم من حوراء عيناء ما كان مهرها إلا قبضة من حنطة أو تمر)». [email protected]