واجهت المملكة موجة أمطار غزيرة وسيولا لم تشهدها منذ ربع قرن في تحول مناخي مفاجئ أصاب مناطق عديدة من المملكة بالشلل التام، وبدا المشهد غريبا ومثيرا للعديد من التساؤلات عن مدى الاستعداد لمواجهة أزمات السيول التي اجتاحت العديد من مدن المملكة، فمن قبل كارثة سيول جدة التي مازال التحقيق في آثارها ساريا في أروقة المحاكم، وبعدها الرياض، ثم كارثة سيول تبوك. فالمسؤولية الملقاة على الدفاع المدني كبيرة ولا نستطيع تحميله كل هذه المسؤوليات الجسام، فإمكانيات بعض الكوادر البشرية محدودة من ناحية الخبرة في مواجهة تلك الأخطار وعدم وجود التدريب الكافي على رأس العمل .. مما يعرضهم للمخاطر ويعرض من يريدون إنقاذهم أيضا.. وفي الأيام الماضية ضربت موجة عاتية من الأمطار عدة مدن في طول البلاد وعرضها كان أشدها وأكثرها غرابة سيول حائل التي بدا فيها المشهد مرتبكا وبشهادة الشهود الذين عاينوا المشهد، فقد ظهر الدفاع المدني غير مجهز وغير مدرب بشكل كاف مع الأسف، وهذه الحقيقة من خلال التجارب الواقعية وتعاملهم مع مثل هذه الحالات بدا ارتجاليا وغير مخطط له، فأين رجال الدفاع المدني المدربون والمجهزون للتعامل مع الظروف الطارئة والحالات شديدة التعقيد، ولماذا لا ننشئ فرقا خاصة تكون في كامل الجهوزية والاستعداد للظروف المناخية الطارئة، فنحن بحاجة لفرق تكون مستعدة دائما ومدربة على اعلى مستوى من الحيطة واتخاذ التدابير الواقية والتعامل مع كارثة السيول بكل احترافية ومؤهلة لهذه المهمات. كما نحن دائما نوجه النقد للقطاعات الحكومية إذا قصرت في أداء واجبها فمن الإنصاف أن نلتمس العذر للدفاع المدني ونساهم بتقديم الحلول .. فالمسؤولية الملقاة على الدفاع المدني كبيرة ولا نستطيع تحميله كل هذه المسؤوليات الجسام، فإمكانيات بعض الكوادر البشرية محدودة من ناحية الخبرة في مواجهة تلك الأخطار وعدم وجود التدريب الكافي على رأس العمل .. مما يعرضهم للمخاطر ويعرض من يريدون إنقاذهم أيضا.. فإنشاء فرق متخصصة ((مدربة)) تحت مظلة الدفاع المدني لمواجهة أخطار السيول والكوارث أصبح ضرورة لابد منها .. كما تم في السابق إنشاء أمن الطرق لمواجهة مشاكل الطرق .. وغيرها من القطاعات الأمنية التي تم استحداثها لمواجهة الأخطار أينما وجدت .. فأرواح الناس ليست رخيصة ولا يفترض أن نجعل جهل بعض المواطنين بتلك الأخطار .. شماعة نعلق عليها ذلك القصور .. والله المستعان. [email protected]