مهما اختلف الناس حول القيمة التهذيبية لنظام ساهر في ضبط سلوك قائدي المركبات والسيطرة على معدل الحوادث المرورية الذي يرتفع لدينا في المملكة بصورة مزعجة إلا أنه يظل عاملاً مهماً في التقليل من السرعات القاتلة التي يروح ضحيتها الآلاف سنويا دون مبرر ، فالنظام غايته التحكم في مستويات السرعة والقيادة الآمنة الى الحد المناسب وفقا للمعايير المرورية الدولية التي تقوم على دراسات وأبحاث معقدة تتعلق بقدرات السيارات والطرق وأمزجة السائقين والمخاطر المحيطة من ظروف بيئية وغيرها، وهو ليس موردا ماليا لإدارة المرور كما يعتقد البعض، ولو أن الجميع التزم بالسرعات المحددة التي لا تعرض النفس والآخرين للخطر فلا يوجد حينها من يسدد غرامات أو مخالفات ولن تتضرر إدارة المرور من ذلك، فالمسألة لا تتعلق بجباية الأموال وإنما بآداب ومهنية وحرفية القيادة الآمنة باعتبارها هدفا أساسيا تسعى إدارة المرور لتحقيقه. ينبغي احترام نظام ساهر وتكوين فكرة وصورة ذهنية إيجابية عنه ليس لمجرد احترام النظام، وإنما لأنه يهدف لمصالح الجميع، وليس صحيحا أنه يهدف لجباية الرسوم من سائقي المركبات فذلك إنما للضغط عليهم للتقليل من سرعتهم وبالتالي التقليل من الحوادث كنت اقترحت في مقال سابق أن يكافأ السائقون الذين لا يتعرضون لعقوبات نظام ساهر بصورة شهرية أو نصف سنوية أو سنوية، وأن يتم تكريمهم في احتفالية على مستوى مناطق المملكة باعتبارهم النموذج المطلوب للقيادة الآمنة وذلك مما يحفز على القيادة بحرفية تراعي قواعد السلامة المرورية، وقد حدث أن أجريت مكالمة هاتفية مع زميلي العزيز المشرف على « ساهر « مدير الإدارة العامة للمرور اللواء عبدالرحمن المقبل حول المقترح وتقبّل المقترح بصدر رحب ووعد بدراسته والنظر في إمكانية تطبيقه . في الحقيقة لا يكلف المقترح إدارة المرور سوى الإشراف على الفكرة وتنفيذها ورعايتها رسميا، ويمكن للقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني تطبيقها في إطار المسؤولية الاجتماعية والتكفل بها بالكامل، بحيث ينال السائق المثالي الذي قهر «ساهر» بصورة إيجابية دون أن يسجل عليه مخالفة، مكافأة مالية وأكثر من شهادة تقدير واحترافية في القيادة وبذلك تتحقق مصالح شاملة للجميع وفي مقدمتهم المجتمع الذي يتضرر من التهور في القيادة وما ينجم عنها من حوادث قاتلة أو معطلة لحياة كثير من الضحايا. ينبغي احترام نظام ساهر وتكوين فكرة وصورة ذهنية إيجابية عنه ليس لمجرد احترام النظام، وإنما لأنه يهدف لمصالح الجميع، وليس صحيحا أنه يهدف لجباية الرسوم من سائقي المركبات فذلك إنما للضغط عليهم للتقليل من سرعتهم وبالتالي التقليل من الحوادث، وحال ما التزم الجميع بالسرعة فتلقائيا لا توجد أموال تحصل من خلال النظام، ولو أن «ساهر» نجح في الحد من التهور في القيادة وفقا لهذا الفهم «الخاطئ» فإنه أيضا يحقق الهدف منه الى أن يتبين الناس قيمته وفائدته ودوره ويتعاملوا معه بما يستحق من التقدير، وكلنا أمل أن يشهد النظام تفاعلا قويا مع المجتمع على أن تبادر إدارة المرور الى اتخاذ الخطوة الأولى في ذلك لتعم الفائدة الجميع.