سجلت مؤسسة IDC البحثية المتخصصة في أبحاث صناعة الحاسب الشخصي انخفاضاً تاريخياً في كميات الحواسيب الشخصية - الحاسب المكتبي واللابتوب - التي تم شحنها عالمياً. فليس خافياً على أي مطلع تلك المعاناة التي تعيشها كبرى الشركات المصنعة للحواسيب الشخصية التي عاشت نمواً مذهلاً منذ أواخر السبعينيات من القرن العشرين وحتى منتصف العقد الأول من الألفية الثانية، وبدأت علامات الشيخوخة تظهر على جميع مؤشرات نمو هذه الصناعة، والسبب هو تحول المستهلك النهائي والمؤسسي سواسية إلى منتجات الحوسبة المتنقلة والشبكية (الهاتف الذكي والحاسب اللوحي). عوامل عدة ساعدت على احتضار صناعة الحاسب الشخصي، ولعل أهمها هو التحول نحو الحوسبة الخدمية الشبكية، تطور الهواتف الذكية واللوحية تقنياً وانخفاض تكاليف إنتاجها، التحول في تفضيلات المستخدمين تجاه الحوسبة المتنقلة الإحصائية تظهر انخفاضاً مروعاً في عدد الحواسب الشخصية التي تم شحنها عالمياً خلال الربع الأول من العام 2013 - من أول يناير وحتى آخر مارس - بانخفاض قدره 14 بالمائة عن نفس الفترة من العام الماضي، ولأن الأخبار السيئة تترى على هذه الصناعة، فهذا هو الربع الرابع على التوالي الذي يشهد انخفاضاً في كميات الحاسبات الشخصية التي تم شحنها حول العالم، مما دفع المؤسسة البحثية للتصريح بأن هذا الانحدار لم تشهده الصناعة منذ العام 1994 عندما بدأت بإحصاء مخرجات الصناعة عالمياً للمرة الأولى. الشركات الكبرى المصنعة في هذا القطاع وحسب حصتها السوقية هي على التوالي: إتش بي، لينوفو، ديل، أيسر، وأسوس؛ قاموا بشحن أكثر من 76 مليون حاسب شخصي حول العالم، ولكن هذا الرقم يتقزم أمام أعداد أجهزة الهواتف الذكية التي تم شحنها في نفس الفترة الزمنية وبلغت 216 مليون جهاز! عوامل عدة ساعدت على احتضار صناعة الحاسب الشخصي، ولعل أهمها هو التحول نحو الحوسبة الخدمية الشبكية، تطور الهواتف الذكية واللوحية تقنياً وانخفاض تكاليف إنتاجها، التحول في تفضيلات المستخدمين تجاه الحوسبة المتنقلة، تراجع أهمية أنظمة التشغيل مقابل خدمات وتطبيقات الإنترنت، تركيز وتسارع الابتكار والخدمات النوعية للأجهزة المتنقلة، وأخيراً توفر خدمات النطاق العريض لشرائح عريضة من المستخدمين عالمياً. ومما زاد من وتيرة الانحدار المتسارع في هذه الصناعة أيضاً فشل نظام التشغيل الجديد - ويندوز 8 - من شركة مايكروسوفت المهيمنة على أنظمة تشغيل الحاسب الشخصي في جذب اهتمام عالمي كاف أو خلق طلب إضافي، مما يعتبره الكثيرون المسمار الأخير في نعش هذه الصناعة. ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، تصب جميع الاستثمارات الجديدة في جيوب الشركات المصنعة للأجهزة الذكية (الجوال واللوحي) والمنصات التي تقدم حلولاً شبكية وخدمية لها، لتتوارى عن الأنظار شركات عملاقة كان يشار لها بالبنان في ماضي الأيام - كشركات HP و Dell و Acer و Microsoft- ليتسيد السوق عمالقة جدد من أمثال - Apple و Samsung و Google و LG و Facebook و Twitter. ومن حسن حظنا في العالم العربي أننا لم «نقتحم» هذه الصناعة فلم نكتو بخسائره والحروب التنافسية المستعرة فيه، لنكتفي كالعادة بهوايتنا المفضلة: الاستهلاك! www.alkelabi.com Twitter | @alkelabi