أيام زمان كنت من الظواهر النادرة في ملعب الملز : إذا فاز الهلال شجعته وإذا فاز النصر انتقلت إلى صفوف جماهيره، وكان أقراني يتندرون علي بالسؤال عن ماذا أشجع اليوم؟ ولأن الظاهرة تختفي ولا تموت فإنني أعلن اليوم أنني (فتحاوي) بعد أن فاز الفتح الأحسائي ببطولة دوري زين للمحترفين، ولعلمكم فإنني إلى الآن لا أعرف على وجه الدقة ما دخل زين بالدوري ولا يهم أن أعرف. ما يعنيني في الحقيقة هو أنني مع من غلب، والفتح لم يغلب فقط، بل أعطى درسا كبيرا ومهما لكبار الأندية بأن (الصغار) أيضا يكبرون ويعتلون المنصات ويخطفون الكؤوس ويقدرون على فك احتكار البطولات الذي استمر عقودا طويلة، والأهم في هذا الإنجاز الفتحاوي الكبير، أن مدرسة الاحتراف والانضباط والإخلاص والمثابرة بنيت في ظل نخلة بالأحساء وليس في ظل (دندرة) الملايين الباهظة في الرياض أو جدة، وهنا يكتسب النصر الفتحاوي معانيه الأعمق عند جماهيره وجماهير الأندية الأخرى من الشباب: أن تحسن التخطيط والتدبير وتصر على النجاح وستنجح رغم الصعوبات والتحديات، لذلك لا يجب أن يمر إنجاز الفتح الكبير والنادر على ملاحق الرياضة وصفحاتها مرور الكرام، حيث تكتفي بالحديث عن المنجز الرياضي المجرد من المعاني والعبر العملية. هناك فرصة أمام هذه الملاحق والصفحات لتغير جلدها قليلا وتهتم بالمعطى والمعنى (العملي) لهذا الإنجاز لتساهم بقدر ما في التأثير في أفكار الشباب الذين يتابعونها، وبإمكان هذه الملاحق أن تقدم رسائل، من داخل الفتح وعلى ألسنة إدارييه ومسؤوليه، تُبدل أو تطور مسارات حياة الشباب الدراسية والعملية، ولنبدأ، أو لتبدأ ملاحق الرياضة بتفسير معنى الانتصار الفتحاوي من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية : لماذا حدث ؟ كيف حدث ؟ وما خلطتهم العملية السرية لتصبح (الحسا) على كل لسان؟ تويتر: @ma_alosaimi