أثبت الفتح السفير الأحسائي الدائم في دوري المحترفين قدرته على تحقيق المعادلة الكروية الصعبة وتفوّقه أيضا على نفسه من خلال المستويات الأنيقة التي كان ولا يزال يقدمها منذ صعوده لدوري الكبار ، فمن يشاهد مستوى الفتح الآن والتألق الذي ظهر عليه يجزم بأن عملا كبيرا كان وراء هذا التفوق .. عملا في الإدارة .. وفي الملعب ، وأيضا عملا في بيوت المال بالاحساء . تصوروا .. فريقا لا يملك الإمكانات التي يملكها الآخرون ، نجح وبجدارة في احراج من يمتلكون الملايين واصحاب ( الدعم اللوجستي ) فالارقام لا تكذب والميادين شاهدة على ذلك ،ومن يريد أن يتأكد فليعد قليلا للوراء ليشاهد كيف نجح الفتح في إحراج الهلال صاحب اكبر عُقد رعاية بالدوري السعودي ومن ثم النصر المليء بالملايين وكذلك الشعلة والرائد اللذان يقفان مع الفتح بنفس المستوى المالي . المال هو الأهم وهو العنصر الأساسي في نجاح أي فريق ، وعندما لا يجد فريق ما أيَّ دعمٍ مالي وينجح ،فإنه بذلك يتفوق على نفسه وعلى ظروفه وعلى محيطه وعلى إحباطات مجتمعه المحيط ،وهذا ماحدث بالضبط مع الفتح عندما تفوّق هذا النادي العصامي على احباطات اتحاد الكرة ولجانه وقراراته المتخبطة ، ايضا على رابطة دوري المحترفين و تقصيرها و خيباتها المستمرة وهو ما اثبتته الأيام لاحقا افضل وأشجع قرار اتخذته إدارة الفتح الذكية هو تجديد الثقة بالمدرب فتحي الجبال والتمديد له للموسم الرابع او الخامس على التوالي وبالتأكيد اتخاذ مثل هذا القرار يحتاج لإدارة شجاعة جدا لا تتأثر بما يطرح إعلاميا ، فما قدّمه فتحي الجبّال طوال السنوات الماضية بدأت ملامحه تظهر الآن من خلال صناعة فريق منظم فنيّا وتكتيكيّا ونفسياً أيضا ،ولعل الجرأة في الإصرار على استمرار الجبّال تعتبر نادرة جدا في الملاعب السعودية قياسا على تجارب الاندية الأخرى، وبالتأكيد فإن هذا القرار يحسب للثنائي الرائع عبدالعزيز العفالق وأحمد الراشد ، كما أن استمرار الثنائي محمد السليم وخالد السعود في جهازي كرة القدم والاحتراف أتى بثماره على الفريق ،فالتنظيم الإداري الذي عاشه الفتح من خلال النظام الداخلي للمحترفين والهواة ،وكذلك فيما يتعلّق بالتأمين الطبي أمر يحسب لجهاز الكرة . وبمناسبة الحديث عن رياضة الاحساء وعن الفتح وهجر فتحيّةٌ من القلب أُوَجِّهها لسمو محافظ الاحساء الأمير بدر بن جلوي ،فدعم سموه للرياضة الاحسائية آتت بثمارها حتى وإن لم تتحقق البطولات فمجرد مقارعة اندية الملايين يعتبر بحدِّ ذاته إنجازا يستحق الإشادة والثّناء . اكثر ما يميز الفتح عن غيره هو بساطته مع من حوله في كل شيء .. بساطته في لاعبيه و مدربه .. وفي إدارته وأعضاء شرفه وجماهيره ، وبالتأكيد فإن هذه السِّمة الجميلة مستمدة من طبيعة اهل الاحساء الطيبين الكرام ،وعلى هذا الأساس لم استغربْ حجم الإعجاب والإطراء الإعلامي الجماعي بما قدّمه هذا الفريق العصامي منذ ان وطأت أقدامه في دوري الكبار ، فما يقدِّمه الفتح اليوم بات مفخرة لكلّ من ينتمي لهذا النادي، ولكلِّ الاحسائيين ايضا، ولجميع أبناء المنطقة الشرقية . جميلة هي العصامية ، والأجمل عندما تتحقق بعيدا عن الأضواء والفلاشات والبحث عن الشهرة ،وهذا ما حصل للفتح ، فالعمل الإداري والفني تم بعيدا عن الصفحات الرياضية وشاشات التلفزة بل ولم يكن أحدٌ يعلم كيف تُدار الأمور داخل هذا النادي ،وهنا فقط كان سِرُّ النجاح الفتحاوي ولمن يريد أن يتأكد فليبحث عن الأنانية وحب الظهور ،فحتماً لن يجد لها موقعاً في قاموس الفتح الكبير . بيوت المال بالأحساء أيضا كان لها حضور مميزٌ مع الفتح وكذلك مع هجر السفير الاحسائي الآخر في دوري المحترفين ، ولعلّ ما قدمته الأسر التجارية كالراشد والعفالق والموسى يُحسب لقطاع الأعمال ويؤكد مدى الاهتمام الذي يوليه تجار الاحساء بمجتمعهم وبأبنائهم وبشبابهم ،وهي بالتأكيد رسالة جميلةٌ كانت واضحة للجميع ، ولِمن يجهل دور تجار الاحساء في تفوّق الفتح فليبحث عن عبدالعزيز العفالق وأحمد الراشد ليجد عندهما الإجابة الكافية عن ذلك . وبمناسبة الحديث عن رياضة الاحساء وعن الفتح وهجر فتحيّةٌ من القلب أُوَجِّهها لسمو محافظ الاحساء الأمير بدر بن جلوي ،فدعم سموه للرياضة الاحسائية آتت بثمارها حتى وإن لم تتحقق البطولات فمجرد مقارعة اندية الملايين يعتبر بحدِّ ذاته إنجازا يستحق الإشادة والثّناء . وعلى المحبة نلتقي [email protected]