تنتظر النموذجي فرصة تاريخية لتغيير خارطة الكرة السعودية بالفوز بلقب الدوري لأول مرة في تاريخه، ولَِم لا فالفريق يمتلك كوكبة من ابرز النجوم في الدوري حالياً وأصبحوا مطمعاً لأكثر من نادٍ، والسؤال الذي يطرح نفسه هل يكون بمقدور هؤلاء اللاعبين الشبان المواصلة على هذا النهج لنهاية المطاف ؟. المراحل المتبقية من عمر المسابقة تحتاج للتركيز اكثر خصوصا اليوم امام الاهلي، وأعتقد ان الفتح اصبح لديه من الخبرة ما يكفي للمواصلة والاستمرار في تقديم المستويات التي تكفُل له نتائج تضمن له اقتحام التاريخ. الأداء الذي يقدمه الفتح لم يكن وليد الصُّدفة ،بل إنه جاء نتيجة جهد وتعبٍ ومثابرة سواء على الصعيد الفني بقيادة المدرب التونسي فتحي الجبال، او مِن ناحية الصعيد الإداري بقيادة المهندس الشاب عبد العزيز العفالق، وبقية إدارته الشابة التي لا تألوا جهدا للارتقاء بفريقها. ما يعجبني في الفتح كلاعبين أو كإدارة هو التواضع كما يعجبني ايضاً الصمت الرهيب الذي يطبقونه في ناديهم، بعيدا عن الضجيج المفتعل ليس من الموسم الحالي فحسب بل منذ صعود الفريق لدوري زين وهو يسير وفق سياسة مرسومة وواضحة المعالم. ما يعجبني في الفتح وقوفه على ارض ثابتة ويعمل وقف الامكانات المتاحة وبما يملك من موارد، ويعمل على تنمية تلك الموارد للتغلب على الصعاب. اعترف ان الحظ خدم الفتح لكن الحظ هنا لم يكن في الفوز في مباراة او اثنتين، ولكن حظ الفتح انه يقع في مدينة الاحساء التي يتنفس شبابها كرة القدم. جميل ان تبدأ مدينة الأحساء مبكرا، في مراسم الاحتفال حيث يأمل الجمهور ان يكون الفتح سابع فريق يتوج باللقب. " جاء يطل فغلب الكل " هذا المثل ينطبق تماماً على الفتح، حيث لم يكن يتوقع أحد ان يكون بمقدور الفريق الاحسائي التتويج باللقب بعد 4 سنوات خدمة في زين، الا ان الفريق خالف كل التوقعات وحقق ما يشبه المعجزة بل استطيع القول انه قهر المستحيل واثبت انه لا مستحيل في عالم الساحرة المستديرة . ويسعى الفتح لحسم لقب تاريخي عندما يستضيف الأهلي المنتشي بانتصاراته الاسيوية في المرحلة الرابعة والعشرين من الدوري السعودي لكرة القدم. وفيما يشبه بدء الاحتفال، دشّن "الفتح" موقعه الإلكتروني بعد ستة شهور من العمل عليه. الفتح أصبح يحظى بمكانة كبيرة بين اندية الدوري السعودي من خلال توقيع اتفاقات عقود رعاية واعلانات على قمصان الفريق الكروي بعكس اندية كثيرة تقف تندب حظها العاثر وتشتكي قلة الدعم وقلة الامكانات " فمن لا يأكل بيده لا يشبع " . الفتح اصبح قاب قوسين أو أدنى من كسر احتكار أندية الهلال، والاتحاد والنصر والشباب والاتفاق والأهلي للقب منذ انطلاق المسابقة كما اقترب من ايقاف احتكار الثلاثي الهلال والاتحاد والشباب لبطولة الدوري منذ موسم 1996. وسط سعف النخيل ستكون أهازيج الجماهير الفتحاوية الليلة، وسيكون الفتح أمامه فرصة أخرى ضد الوحدة ثم الاتفاق لكن خارج ملعبه في مكة والدمام، وذلك اذا لم يتمكن من حسم اللقب أمام الاهلي. المدرب التونسي فتحي الجبال انتزع الأضواء من المدربين الاوربيين الذين يشرفون على أكبر الاندية السعودية، ولم تعد لدى الفتح الرهبة من مواجهة أي فريق وهو قادر على تحقيق انجاز تاريخي، ولم يعد ينقصه شيء لتحقيق ذلك الانجاز.