خفضت المؤسسات الكبرى المعنية بتوقعات النفط في العالم توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بسبب النمو الاقتصادي الهزيل وتظهر بياناتها تشابهاً متزايداً في وجهات نظر المنتجين والمستهلكين. وقلصت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط الخميس بعد خطوتين مماثلتين هذا الاسبوع من ادارة معلومات الطاقة الحكومية الامريكية ومنظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك». ويأتي التشابه المتزايد في النظرة المستقبلية لوكالة الطاقة الدولية - التي تمثل 28 دولة صناعية - ومنظمة أوبك في تباين مع اختلاف وجهتي نظرهما في الماضي. وقال مراقبون: إن ذلك قد يعكس الجهود الرامية لتعزيز الشفافية في سوق النفط - التي عرفت بغموضها وصعوبة توقع اتجاهاتها - مثل مبادرة بيانات المنظمات المشتركة. وقال أوليفيه جاكوب المحلل بشركة بتروماتريكس : «هناك الكثير من نقاط الالتقاء الآن بين وجهتي نظر منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية بشأن سوق النفط... فهما يستخدمان نفس البيانات بصورة متزايدة». وذكرت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها في تقريرها الشهري أن معدل الاستهلاك العالمي للنفط سيزيد بمقدار 795 ألف برميل يوميا هذا العام. وهذا هو ثالث خفض على التوالي لتوقعات وكالة الطاقة ويقل 25 ألف برميل يومياً عن توقعاتها في الشهر الماضي. وتتبنى وكالة الطاقة الآن نفس توقعات أوبك تقريبا بشأن الطلب حيث خفضت المنظمة يوم الاربعاء توقعاتها لنمو الاستهلاك الى 800 ألف برميل يوميا. وخفضت ادارة معلومات الطاقة يوم الثلاثاء توقعاتها 50 ألف برميل الى 960 ألف برميل يومياً. واتفقت أوبك ووكالة الطاقة أيضا في توقعاتهما لكميات النفط التي تحتاج المنظمة لضخها هذا العام من أجل تحقيق التوازن بين العرض والطلب. وتوقعت الهيئتان وصول معدل الطلب على نفط أوبك الى 7ر29 مليون برميل يومياً في عام 2013. ويجري تداول أسعار النفط فوق 105 دولارات للبرميل بقليل انخفاضا من أعلى سعر له في 2013 عند 17ر119 في الثامن من فبراير وهو ما يرجع جزئيا الى المخاوف من أن الانتعاش الاقتصادي العالمي سيكون ضعيفاً. وحذرت الوكالة من أنه من السابق لاوانه القول ان اتجاه السوق أصبح نزولياً مستشهدة بمخاطر العرض. وقلصت الوكالة توقعاتها لامدادات النفط من دول خارج أوبك هذا العام للمرة الاولى في عدة أشهر وقالت: ان تدهور الامن في ليبيا وسرقة النفط في نيجيريا ساهما في تراجع انتاج أوبك الشهر الماضي. وقالت الوكالة : « هناك مؤشرات على أن جزءاً من الانحسار الاخير في ضغوط الاسعار التصاعدية قد يكون قصير الاجل نسبيا... لا تزال المخاطر التي تحيق بالمعروض النفطي متزايدة». وذكرت وكالة الطاقة أن انتاج أوبك انخفض بمقدار 140 ألف برميل يوميا في مارس الى 44ر30 مليون برميل يوميا متأثرا بتراجعه في نيجيريا وليبيا والعراق رغم زيادة طفيفة في انتاج السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم. وقدرت الوكالة أيضا انخفاض صادرات النفط الايراني في مارس الى 1ر1 مليون برميل يوميا من 26ر1 مليون برميل يوميا في فبراير شباط في ظل العقوبات الامريكية والاوروبية المفروضة على طهران بسبب نشاطها النووي. وتراجعت أسعار العقود الاجلة لمزيج برنت دون 106 دولارات للبرميل يوم الخميس وهو ما يزيد قليلا عن أدنى مستوى له في ثمانية أشهر بعد أن خفض المحللون توقعاتهم لنمو الطلب العالمي على النفط وارتفعت المخزونات النفطية في الولاياتالمتحدة الى أعلى مستوى لها خلال أكثر من عقدين.