عندما صرحت مجموعة أنونيموس (المجهول) أنها ستقوم بعملية (تهكير) أو سيطرة الكترونية على أكثر من 3000 موقع إسرائيلي في السابع من أبريل (ذكرى المحرقة اليهودية)، وأن المجموعة تحوي عناصر من دول الخليج العربي والشمال الأفريقي وشرق آسيا وأوروبا وإيران وفلسطين، تبادر إلى ذهن الكثير أن الكيان الصهيوني سيصبح قاب قوسين أو أدنى من الانهيار الكترونيا مما يعني انهياره الداخلي على أرض الواقع. تعطل موقع رئاسة الوزراء لساعات طويلة وموقع بورصة تل أبيب ووزارة الاستخبارات والأمن والكنيست والكثير من المواقع المهمة والحساسة للكيان الغاصب لأرض الإسراء والمعراج (أرض فلسطين)، بالإضافة لنشر معلومات مهمة وحساسة هو (ضربة معلم) على الإسرائيليين أن يعوها جيدا بأن كل قوي فوقه من هو أقوى منه (ولا قوي إلا الله عز وجل)، ولكن الحدث لم يكن على وجهه المطلوب إعلاميا فلم نجد إلا النزر القليل من المواقع والمعلومات على صفحات الانترنت العربية، فالأجدى أن نرى السحق الافتراضي بعيون عربية خالصة تزيح هم ال 60 عاما التي قضاها اليهود في أرضنا العربية الحرة. يبقى الحدث والتجربة التي مر بها العالم الإسلامي بجميع طوائفه ومذاهبه وملله ونحله من التكاتف والتعاضد هي السمة الأبرز والأسمى في حدث كهذا. ومازال الكثير يعتقد بملء عقله أن هذه الهجمات لا تعد كونها بهرجة إعلامية لا أكثر إذ ان بعض الصحف الإسرائيلية كصحيفة معاريف العبرية كانت تنشر بعض المعلومات عن (الهكرز) الذين قبضت عليهم المؤسسات الحكومية في الدول التي يعيشون فيها، وبحسب هؤلاء فإن هذا الشيء يدل على أن الأنونيموس لم يفوا بوعدهم في مسح الكيان الإسرائيلي عن وجه المعمورة الافتراضية وأن ما حدث هو تجربة تفاعلية عن مدى قوة الأنظمة الإلكترونية التي يمتلكها الكيان الغاصب في حال صادفته اختراقات حقيقية في المستقبل. يبقى الحدث والتجربة التي مر بها العالم الإسلامي بجميع طوائفه ومذاهبه وملله ونحله من التكاتف والتعاضد هي السمة الأبرز والأسمى في حدث كهذا أوضح للعالم أجمع أن اجتماع المسلمين تحت كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) بإمكانه أن يغير صورة العالم أجمع، وأن يحدث تغييرا جذريا في مفهوم الأمة الإسلامة التي قال فيها الباري جل وعلا (وكذلك جعلناكم أمة وسطا)، البقرة 143.