لم تكن تحمل تحذيرات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من تزايد اعداد العاطلين عن العمل من حملة المؤهلات الجامعية والمعاهد في البلد من انجرارهم الى ما قال عنها « ممارسة اعمال غير مشروعة « , بجديد , فقد تفاقمت مشكلة البطالة في اليمن بشكل وصفه الخبراء بالمخيف , مما انعكس بشكل سلبي على المجتمع اليمني وتسرب العشرات من الشباب الى الانخراط في الجماعات الارهابية , وبحسب تقارير امنية – اطلعت « اليوم» على اجزء منها - ان التحاق العشرات من الشباب ضمن تكوينات انصار الشريعة « القاعدة « في محافظة ابين - جنوب اليمن - جاء بسبب حالة الفراغ الذي كان يعيشه بعض الشباب مما استدعى التحاقهم بهذه الجماعات والقتال في صفوفها , رغم عدم الايمان الكبير بمعتقدات تلك الجماعات. وقالت احدى فقرات التقرير في احدى اعترافات احد الذين تم القبض عليهم في محافظة ابين وهو يقاتل في صفوف القاعدة ضد وحدات من الجيش « لم اجد عمل لسنوات وعند انضمامي الى انصار الشريعة وجدت دخل ثابت وابعث المال الى اسرتي الفقيرة ,, كنت اعرف ان النهاية هي الموت لكن الموت هو افضل من العيش في فقر وحاجة «. وكشف الرئيس هادي خلال حضوره الحفل العسكري لطلبة الكلية البحرية في الحديدة الساحلية ,مطلع الاسبوع الحالي وجود نحو 6 ملايين من الشباب الذين يحتاجون إلى اللحاق بفرص العمل منهم 600 الف من الشباب الخريجين من الجامعات والمعاهد التخصصية. ويرى الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي اليمني ماجد العليي «زيادة معدل النمو السكاني وارتفاع نسبة الأطفال الذين يصبحون شباباً ويرغبون في الحصول على فرص عمل «, واحد اهم الاسباب في ارتفاع نسب البطالة في اوساط المجتمع اليمني. وأضاف العلي في حديثه ل(اليوم) , اتساع دائرة الفقر بسبب الصراعات التي شهدتها اليمن خلف مجتمع هش اقتصاديا ويعاني من الكثير من الازمات لذا من الضرورة اعادة تأهيل المجتمع وفتح خيارات اكثر جدوى في الجانب الاقتصادي وتحسين الظروف الاقتصادية للمجتمع وهو ما يمكن ان ينعكس على فتح الطريق لخلق وظائف جديدة تستوعب القوة العاطلة عن العمل. وكانت تقارير دولية قالت ان البطالة في صفوف الشباب قد ارتفعت بشكل مخيف لتصل إلى 60 % , فيما ارتفعت نسبة الفقر في اليمن إلى 54.5 % . وقال البنك الدولي في احدى تقاريره أن الأزمة التي شهدها اليمن عام 2011 خلفت آثارا سلبية خطيرة على كافة الأصعدة , حيث انكمش النشاط الاقتصادي بنسبة 11% وشهدت أسعار الغذاء والسلع الاستهلاكية ارتفاعا حادا فيما وصل مستوى التضخم السنوي في 2011 إلى 23%.