لا جديد .. فنحن على موعد – كالعادة – مع كارثة طبية يذهب ضحيتها مواطن أو مواطنة في أروقة مستشفياتنا .. وما قضية المواطنة عصرية العنزي إلا شاهدٌ على أن البلاد تعيش بين مئات من التخبطات الطبية التي لم تشفع لها المليارات من الريالات التي تنفقها الدولة بشكل سنوي في سبيل تحسين الواقع الطبي المؤلم في بلادنا. عصرية.ش مواطنة تعيش في محافظة القيصومة وتبلغ من العمر 25 سنة كانت تعيش حياتها الطبيعية مع أسرتها فهي تحضر المناسبات وتجتمع من أسرتها وتتمتع بصحة جيدة إلا أنها تعاني بين فترة وأخرى من نوبات صرع كانت تأتيها بشكل متقطع أي كل شهر أو كل ثلاثة أسابيع، وما عداها فهي شابة تتمتع بكامل قواها العقلية والجسدية. يقول أخوها مرضي: منذ أكثر من 15سنة وشقيقتي تعاني من نوبات صرع تأتيها ولا تؤثر على صحتها فهي تشنجات تأتي بين الحين والآخر ونذهب بها إلى مستشفى القيصومة لتتلقّى الرعاية التي لا تتجاوز ساعة أو ساعتين ثم تعود بعدها إلى المنزل, وفي بعض الأحيان نذهب بها إلى مستشفى الملك خالد العام بحفر الباطن الذي لديه ملف كامل عن حالتها منذ سنوات فيقوم بعلاجها بشكل عادي وتعود إلى المنزل. المقيبل: عدم استقرار حالة المريضة واستمرار التشنجات يتطلب بقاءها في مستشفى حفر الباطن وعدم نقلها إلى تخصصي الدمام بوضعها الحالي لما في ذلك من مجازفة بحياتها ويضيف مرضي قائلاً :»في الرابع من الشهر الجاري أي قبل ثلاثة أسابيع تقريباً أتتها نوبة الصرع وذهبنا بها كالعادة إلى مستشفى الملك خالد العام بحفرالباطن وتسلّم حالتها دكتور ،حيث قام بالكشف على شقيقتي وعمل أشعة مقطعية لها وأفادنا بأن عصرية تعاني من التهاب السحايا ومن الضروري التدخل الطبي عن طريق حقن وعلاجات ،فقلت للدكتور: إن شقيقتي تعاني منذ أكثر من 15 سنة من هذه النوبات ولا تؤثر على صحتها بل إنها تأخذ العلاج وتخرج، فقال لي الدكتور: نحن أعرف بعملنا ! وحاولت إقناعه إلا أنه أصرّ على أن عصرية مصابة بالتهاب السحايا ولا بد من أخذ» قزعة» من النخاع الشوكي لعمل تحليل عليه، وبالفعل تنوّمت عصرية بمرافقة إحدى أخواتها في قسم النساء في المستشفى وفي ذات اليوم وفي الساعة الثالثة فجراً ،وإذا بأختي المرافقة تتصل بي وتقول: «تعال بسرعة» لقد دخلت عصرية العناية المركزة وهي في غيبوبة تامة ! وعندما وصلت المستشفى منعوني من الدخول عليها وفي الصباح التقيت بالدكتور فقال لي: في الواقع لم يظهر التهاب السحايا وإنما نحن كان لدينا شك واستطيع القول أن عصرية ليس لديها التهاب سحايا. ويضيف مرضي قائلاً :» تدهورت حالة أختي عصرية فأصبحت تتنفس عن طريق الأجهزة وأصبح قلبها ينبض بواسطة أجهزة مقوّية وبعد ثلاثة أيام اتضح من خلال التقارير أن شقيقتي عصرية تعاني الآن من فشل تام في الكبد وفشل كلوي حاد وتكسّر في خلايا المخ وتكسر في العضلات ،وفوق هذا كله فهي الآن مصابة بوفاة دماغية ،حيث تلفت أغلب خلايا المخ !». وقد طالبت المستشفى ومدير الشؤون الصحية بمعرفة نوع العلاج الذي أعطي لها فلم استطع الحصول عليه وطالبت بملف الضحية ورفضوا إعطائي الملف وبطريقة شخصية تمكّن زميل من الدخول لقسم الملفات لمرضى العناية المركزة وطلب صورة من تقرير لحالتها الصحية، فقال له الموظف بالحرف الواحد « ممنوع الإدلاء بمعلومات عنها «. وقد طالبنا بنقلها إلى مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام فأعطوني ورقة فاضية فيها طلب نقل حالة فقط دون أية معلومات عنها وكتبوا أن عمرها 65 سنة مما جعل مستشفى الملك فهد بالدمام يرفض استقبال حالتها. وللوقوف على هذه القضية علمت «اليوم» من مصدر هناك مصدر خاص في مستشفى الملك خالد بحفر الباطن أوضح بأن ملف «عصرية» سري ولا يمكن أن يأخذ أحد منه أي نسخة ،وقال استطيع بطريقتي الشخصية أن أعطيكم أي ملف لأي حالة إلا ملف المريضة عصرية.ش لأنه في غاية السرية ولايمكن لأحد الإطلاع عليه بناءً على توجيهات عليا. «اليوم» بدورها قامت بالإتصال على مدير العلاقات العامة والشؤون الإعلامية بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام محمد المقيبل والذي جاء رده على النحو التالي : نود أن نشكر لكم تواصلكم مع المستشفى للتحقق من أسباب عدم قبول حالة المريضة عصرية.ش وحرصكم على التأكد من المعلومة قبل نشرها، كما نفيدكم بأنه وفقاً لتقرير المريضة الصادر من مستشفى الملك خالد بحفر الباطن، فإنها تعاني من تشنجات مستمرة وترقد بالعناية المركزة هناك، وعند سؤال الطبيب الاستشاري عن عدم قبوله للحالة أوضح أن عدم استقرار حالة المريضة واستمرار التشنجات يتطلب بقاءها في مستشفى حفر الباطن وعدم نقلها إلى تخصصي الدمام بوضعها الحالي لما في ذلك من مجازفة بحياتها. علماً بأنه يمكن علاج هذه التشنجات في أي مستشفى عام ولا تحتاج إلى مستشفى تخصصي. كما أوضح الطبيب الاستشاري بأنه في حال استقرت حالة المريضة يمكن تزويد المستشفى بتقرير حديث ومفصل عن حالتها لتقييمها مرة أخرى والنظر في مدى حاجتها إلى الخدمة العلاجية التخصصية، وهنا نود التأكيد على أن مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام لن يتأخر في قبول علاج أي مواطن بحاجة إلى رعاية طبية تخصصية لا تتوفر بالمستشفيات العامة.