سوف ينقسم أبناء محافظة الأحساء إلى قسمين لا ثالث لهم لأن ديربي هذا العام أتى على غير العادة إمّا فرحٌ غير مسبوق لأبناء (المبرز)وتوابعها وعلى المقيمين خارج الحدود المنافسة بعيداً عن بطولة الدوري وإمّا حزنٌ لأبناء (الهفوف) وضواحيها وانتظار دوري (ركاء). فالفتح يدخل هذا اللقاء وبينه وبين اللقب مجرد حذفت عصا ،والجميل أن مصيره بيده دون أن ينظر لمباريات الأندية الأخرى، فالفوز يعني إحراز بطولة الدوري 100% وهو مؤهل لذلك لحالة الاستقرار والنشوة التي عليها الفريق بعد أن تمرّس لاعبوه على مثل هذه المباريات وهو يتفوّق على جاره من جميع الجوانب لأنه صعد للدوري منذ أربع سنوات وليس حديث عهد قارع الأندية الكبيرة وأطاح بها يملك مدرباً لو كتبنا من اليوم حتى الغد لن ننصفه حقوقه ففتحي الجبال يكفيه أن الإدارة الفتحاوية قدّرت عمله وجدّدت عقده لعامين قادمين ،وهي مدة كافية لأنْ يُفجِّرَ إبداعاتِه ومواهبه الفكرية والتدريبية مع نادٍ جُلُّ لاعبيه من الشباب ،حيث انصهروا مع بعض حتى اننا كنا نعتقد أن غياب لاعب مثل ايلتون سوف يكون له تأثير كبير، ولكن ذلك لم يحدث فأوجد (الداهية) فتحي الجبال البديل القادر على التعويض وأقنع معظم مروجي فكرة لا يوجد بديل بأن دكة البدلاء مليئةٌ بالبديل الجاهز بعد أن ساد اعتقاد أن الفتح أحد عشر لاعباً فقط . كما أن الدعم يأتي لنادي الفتح منظم ولم نسمع تذمُّر لاعبٍ أو مدربٍ قد تأخر راتبه الشهري لأن الداعمين لهذا النادي يتسابقون بل يتنافسون في دعمهم لناديهم في ظل وجود رئيس ذكي استطاع أن يستقطب رؤوس المال ويؤلف قلوبهم تحت سقف الفتح. كما أن شُح المال بهجر ساعد بشكل كبير في تغيير النفوس ومازال الدعم لهذا النادي قليلا مقارنة بتنوع الألعاب في هذا النادي التي تعتمد على (القطية). في الجانب الأخر يدخل هجر هذه المباراة وهو واضع يده على قلبه إمّا أن يحرز ثلاث نقاط كفيلة بأن تجنبه خطر الهبوط مؤقتاً ويكون سبباً في اهتزاز صدارة جاره أو يكمل مشواره للهبوط خاصة أن ظروف هجر هذا العام ساعدت وبشكل كبير في زعزعة استقراره بعد تغيير المدرب باترسيو بالمصري طارق يحيى كل ذلك ينصبُّ في مصلحة المنافس خاصةً إذا ما علِمنا أن الفريق لعب بطرق مختلفة مع كل مدرب إضافة إلى قناعات المدربين بتفضيل لاعب على آخر، وهذا يعطي مؤشراً أن هجر في كلّ مباراتين يلعب بتشكيل مختلف لأنها قناعات مدربين وكلٍ يريد فرض اسلوبه ،فلك أن تدرك مثلاً أن مصطفى ملائكة كان حارساً اساسياً وكذلك خالد الرجيب ولكن عندما أتى المصري استبعد الأثنين وكما أسلفت هي قناعات. كما أن شُح المال بهجر ساعد بشكل كبير في تغيير النفوس ومازال الدعم لهذا النادي قليلا مقارنة بتنوع الألعاب في هذا النادي التي تعتمد على (القطية). المباراة للتاريخ ستبقى خالده خاصة أن أسرع هدف مسجل في هجر من قدم فتحاوي وهو حمدان الحمدان كما أن الفتح فرض هيمنته على جاره في الديربي على مستوى دوري المحترفين . كل ما ذكرناه حبر على ورق ومن يحسم اللقاء فكر مدربين وعطاء لاعبين وفي النهاية أعتقد أن التعادل ليس في صالح الفريقين وقد يكون النقص عامل قوة و الفوز لهجر أثمن لأن الفتح ممكن أن يعوض خسارته في المباريات القادمة خاصة أن بينه وبين الثاني سبع نقاط أما هزيمة هجر فتعتبر منعطفاً خطيراً في مستقبل هذا الفريق وسوف يكون قريباً أكثر من دوري الدرجة الأولى والذي غاب عنه ثلاث سنوات وهو دوري الهابط له غرقان والصاعد منه كسبان خلاصة القول الفوز للفتح لقب والهزيمة لهجر مطب . يقولون وأقول يقولون إن المدرب السيد طارق يحيى قدم اعتذاره بعد مباراة الفيصلي والإدارة أجبرته على البقاء. وأنا أقول قرار الإدارة بالإبقاء عليه غير موفق لأن المدرب فقد ثقته بنفسه بعد تذمر الجماهير منه خاصة بعد تصريحاته منذ قدومه بأنه سوف (يبقي ويذر) كل ذلك لم يواكبه سوى روح انهزامية من المدرب بإعلانه الرحيل. يقولون أن الفريدي سوف يكون حاضراً في الكلاسيكو. وأنا أقول بئس لفريق يتعاقد بالملايين مع لاعب من أجل نادي واحد.