ويمر اليوم العالمي للمسرح كأيام عالمية أخرى ونحن في حالة غياب..فاعليات قليلة بجهود فردية فيما العالم يحتفل بأقدم الفنون احتفالاً يليق بهذا الفن الذي يتضمن في طياته كل الفنون.. يوم عالمي للمسرح يمر ومسرحنا الذي جاهد طويلاً وحقق لنفسه موقعاً في دائرة المسرح العربي ، يتجه إلى الوراء فلا دعم ولا اهتمام ولا دراسات تثري .. وفيما يحتفل العالم، ننثر نحن ألمنا لفقدان التطور المسرحي الحقيقي وغياب أساسيات المسرح مثل قاعات العروض والمعاهد ، وإن بقى الأمل في مجموعة من الشباب مازالوا مصرين وبقوة على بناء مسرح يعترف بوجوده الجميع ..مسرح سعودي يضوي داخل إطارة المبدعين في كل مجالات المسرح سواء في التمثيل أو الإخراج أو التأليف أو غيرها. في يوم المسرح التقينا ببعض المسرحيين للحوار حول المسرح السعودي فكان هذا النزف: الوضع الأصعب دون تفاؤل يتحدث المسرحي هيثم حبيب: لاملامح واضحة لوجود احتفال مسرحي بهذه المناسبة وستمر هذه الاحتفالية كالعام الماضي دون أية إشارة أو احتفال. وعن الوضع المسرحي قال:هو (مكانك سر) لا نرى اي جديد ولا أية محفزات ولا زال كل الحراك المسرحي اجتهادات شخصية من عشاقه الذين يفتقدون المظلة الرسمية التي تدعمهم وتوفر لهم البيئة المناسبة التي تحترم العاملين فيها ، مع كامل الشكر والتقدير للإخوة في جمعية الثقافة والفنون الذين يحاولون بذل كل ما بوسعهم للارتقاء بالمسرح ولكن أعتقد أن العقبات التي تواجههم تحد من طموحهم وطموح كل مسرحي عاشق لهذا الفن الذي يهدف لتوعية المجتمع وترفيهه من خلال رسائله الراقية ..من المفترض أن تتكاتف الجهود في مثل هذا اليوم العالمي لإيصال رسالة لجميع المسئولين وأصحاب القرار لإعادة النظر في هذا الفن .وللمطالبة بضرورة إنشاء صالات للعرض في مختلف المحافظات والمناطق وتنظيم فعاليات مسرحية أكثر .ولكن يبدو أن (لياقة المسرحيين) بدأت بالتراجع ، رغم قوتهم وإصرارهم على الاستمرار في ظل الوضع الذي يعتبر الأصعب في العالم ككل. التغيير مفقود ويرى المخرج المسرحي عبدالهادي القرني أن التغير موجود ولكن بنسبة قليلة ولكنها خطوة مهمة وهي الاعتماد على مدربين محترفين من خلال الاستعانة بالمعاهد العربية في الفنون المسرحية. ويضيف:لم يحدث تغيير عام على صعيد الاهتمام بالمسرح من قبل الجهات المعنية بالمسرح بل نشهد تراجعا في تنفيذ المسرحيات والفعاليات. من المفترض أن تتكاتف الجهود في مثل هذا اليوم العالمي لإيصال رسالة لجميع المسئولين وأصحاب القرار لإعادة النظر في هذا الفن . دعم حقيقي وبصراحة واضحة يقول المسرحي إبراهيم عسيري: تراجع ملحوظ في الحركة المسرحية السعودية وعلى غير العادة. ويضيف عسيري: نحتاج الى وعي حقيقي لدى القائمين على الحركة المسرحية وليس موظفين إداريين، أتمنى أن يشعر المسئولون بمدى أهمية المسرح ودوره بالنسبة للمجتمع وأن يكون هناك دعم حقيقي وليس دعم على استحياء وأتمنى بعد انفصال هيئة الاعلام عن وزارة الثقافة أن يكون هناك دعم ونتمنى ان يكون هناك احتفال حقيقي بيوم المسرح العالمي القادم وأن يكون على مستوى الجهات المعنية بالنشاط المسرحي سواء الوزارة أو وزارة التربية والتعليم أو جمعيات الثقافة والفنون وجمعية المسرحيين، وأن تقدم العروض المسرحية في نفس اليوم على القنوات الحكومية حتى يشعر المجتمع بأن هناك حركة مسرحية حقيقية. دور المسرح المؤلف المسرحي سلطان النوه تحدث عن مناسبة يوم المسرح قائلا : يتشارك المسرحيون على مستوى العالم في هذا اليوم ،يتقاسمون الهم ويتبادلون الفرح ، يستشعرون ويشعرون الجميع بأهمية هذا الفن الراقي ويؤكدون على رسالته السامية ومبدأه العظيم ولعل المسرح السعودي ليس ببعيد عن هذا الاحتفال على الأقل في سنواته الأخيرة حيث برز الاهتمام بأهمية الاحتفال باليوم العالمي للمسرح فمن خلاله نؤكد على قيمة المسرح وأيضاً نوجه رسالة للجميع بأننا لسنا بمعزل عن العالم ، ولكن مسألة تغير أو تطور المسرح السعودي ليست مرهونة بالاحتفال به في يوم واحد ومحدد فإذا ما اردنا ان نتطور ونتقدم علينا إحياء هذا الفن في أوقات عديدة ومتغيرة وأنا اقصد بالطبع ذلك المسرح الذي يحمل قيمة في محتواه وفي هدفه وتمثيله وإخراجه بعيداً عن عروض استهلاكية أو تجارية المقصود منها الربح لا أكثر ، وإذا ما اردنا قياس دور المسرح وأهميته ومدى تأثيره علينا ان نقيس ذلك من خلال المجتمع ( الجمهور ) لذا علينا توجيه نفس السؤال على عينه عشوائية من المجتمع ممن ليس لهم علاقة مباشرة بالمسرح سوى المشاهدة عندها سوف نعرف مدى وصول مسرحنا وتحقيقه لأهدافه من عدمها. بعض الاضاءات المسرحي فهد الحوشاني الذي وهب نفسه للمسرح يقول: يعود إلينا مرة أخرى اليوم العالمي للمسرح ربما نكون في نفس المكان أو بعده بخطوات أو متراجعين خطوات أخرى ! لا أحد في الواقع لديه إحداثية موقعنا المسرحي على الخريطة حتى يقرر ! لكن الملاحظ سريعا ان هناك حدثين مهمين وهو مرض جمعية المسرحيين ودخولها العناية المركزة بعد ان تركها مجلس الادارة تحتضر ! لا احد يعلم هل الأسباب خارجية أم العلة باطنية؟ ! لابد من تقرير وكشف سريري يوضح لنا سبب المرض الذي شل حركتها ! الأمر الثاني هو الوفاة البطيئة لمهرجان «الجنادرية» المسرحي ودفنه في رمال الثمامة هذا العام دون إعلان ولا تأبين وكأن الميت أحد ضبان الثمامة فلا تأبين من المسرحيين وكان وجود مهرجان خدمهم اكثر من عقدين من السنين كعدمه ! ولكي نبعد عن البكائية والندب للوضع المسرحي ، فإن هناك بعض الإضاءات ما تزال تشرق في سماء المسرح ، فجهود الأمانة مستمرة بل تزيد ووزارة الثقافة تنفذ عددا من المسرحيات ، هناك مهرجانات في الأحساءوالدماموالرياض ومسابقة الشباب المسرحية وهناك بعض الإصدارات هذا العام وعدد من المشاركات في مهرجانات دولية وعربية .. أعتقد أن اليوم العالمي للمسرح مر وهناك بعض التقدم وبعض التراجع ولن يستطيع أن يوصف الوضع لدينا وسيترك ذلك للعام القادم. شاهدنا ذلك في الرياض وجيزان .