أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يوم أمس، بإسناد تنفيذ أعمال البنية التحتية لمدينة جازان الاقتصادية إلى شركة الزيت العربية السعودية «أرامكو السعودية». وهذا الأمر يهدف إلى تحقيق عدة اعتبارات، أولها حرص خادم الحرمين الشريفين على تنفيذ البنية التحتية لمدينة جازان الاقتصادية على أسس ومعايير عالية الكفاءة، وهذا الهدف يتوقع أن تحققه شركة «أرامكو السعودية»، نظرًا لخبرتها الواسعة والطويلة في تشييد المنشآت الاقتصادية بالذات ودقة معاييرها المهنية وقدرتها التنظيمية في هذا المجال. خاصة أن أرامكو السعودية تنفذ حاليًا منشآت طاقة في منطقة جازان. وأمر الشركة بتنفيذ هذه المهمة يهدف أيضًا إلى تفادي الأخطاء التي وقعت في المدن الاقتصادية الأخرى، وتعبيرًا عن ثقة خادم الحرمين الشريفين والحكومة السعودية بقدرة أرامكو السعودية وإمكاناتها على تنفيذ المشروع وفقًا لمعايير عالية. خاصة أن خادم الحرمين الشريفين سبق أن أوكل إلى أرامكو السعودية تشييد مباني جامعة الملك عبدالله للتكنولوجيا في ثول، ونجحت في إنجاز المشروع في وقتٍ قياسي بمعايير مثالية. واستعدت أرامكو لتنفيذ مشروع مدينة جيزان، مما يعني أن أهالي المنطقة سوف يحظون بمدينة نموذجية ومؤهّلة لتطوير المنطقة تنمويًا، بالنظر إلى جهود أرامكو السعودية التي تبذل في تشييد المشروعات الناجحة التي أصبحت تمثل نماذج معيارية مثالية ومهنية للمدارس والإسكان وغيرها في المنطقة الشرقية وفي مقرات الشركة في مناطق عديدة من المملكة. وتكليف أرامكو السعودية بإنجاز مدينة جازان، إنما يُعبّر عن أن خدمة المواطنين وتطوير المملكة خاصة المناطق التي لم تأخذ نصيبها من التنمية بصورة مرضية، تمثل هاجسًا في ضمير خادم الحرمين الشريفين، كما تعبّر عن طموح المليك المفدى إلى إنجاز مشروعاتٍ عالية الكفاءة وبأسلوب مثالي يخدم المواطنين لأطول مدى، ويكون قابلًا للانسجام مع تطورات المستقبل. وواضح أن المشروع سوف يكون تطويرًا شاملًا، وتشييد مدينة عصرية ستسهم في نقلة نوعية تاريخية لمنطقة جازان ومواطنيها، بمعنى أن المنطقة تبدأ من الآن خطواتها الواثقة للتطوير واكتساب مستقبل مزدهر بإذن الله، في مجالاتٍ مدنية وصناعية وتجارية وخدمات وسياحية أيضًا.