المعتاد عندما كنا نجوب أقصى الشرق بدءًا من منفذ البطحاء وصولًا لأقصى الغرب ووصولًا لحفر الباطن والخفجي وأينما كانت وجهتك فلا ترى إلا ما يسوؤك من رداءة خدمة تبدأ بارتفاع سعر ليتر البنزين عن غيره في داخل المدينة وصولًا لرداءة ما كانت تسمّى بدورات مياه أشبه ما توصف بأنها مجموعة من الطابوق مفتوحة سقفها، بارد ماؤها، عكر طعمها، مكروهة رائحتها تفر منها كأن عقربًا يلاحقك وعندما تلتفت يمنة ويُسرة لا ترى في البقالة إلا عجرة ومسخنة وجيب سلاح وعصير منتهي الصلاحية، ولا بد بالطبع من المندي والمظبي والمعجن وفق أدنى المواصفات، حيث يأكل ويشرب العامة سدًا للرمق وقد كنا نستحي خجلًا عندما نرى ضيوفنا من دول الخليج وبخاصة في موسم الحج لنقارن ما عندنا بما عندهم على اقل تقدير، وليس كما في أمريكا أو أوروبا وبعد فترة من الانتفاضة على الواقع المخجل رأيت قبل فترة وجيزة محطة بنزين لشركة متميّزة في الذهاب والإياب من الدمام إلى الرياض وبالعكس قلبت ذهنيتي عندما كنت أمتطي هذا الطريق مع زملاء الدراسة الجامعية لتشعر بأنك في غير المكان كأنها محطة بأنموذج مصغّر متميّز. من المشين أن نرى ونسمع كما تم كشفه في برنامج تليفزيوني الساعة الثامنة عن وجود مطاعم وأسماك فاسدة على نطاق واسع بالشرقية وآخر الضحايا فتاة عربية أكلت سمك البلطي وجاءها تسمم غذائي والسبب والنتيجة وما بعدها ما حولك احد، وهذا الذي نقصده بتشديد النظام في كل أوجه الحياة لنكون شعبًا مثقفًا وواعيًا ومسؤولًا راقيًا ويرتقي حيث الميني سوبر ماركت منظم عرضه وأسعاره واضحة على الارفف وفق تنظيم حديث، وقد خلت من الجراب بكافة المقاييس، ثم ذهبت لأرى أحدث المحلات على شاكلة الأيس كريم الكندي والهمبورجر الأمريكي والطعم السعودي والنظافة العالية الداخلية والخارجية في المطاعم السريعة الثلاثة ناهيك عن دورات المياه التي على أبوابها صفحة المتابعة الدورية وقد سررنا وشعرنا باحترام إنسانية المواطن والزائرين وان ما يدفعونه من مقابل مالي يجدون ما يقابله وان عصر الفوضى والعشوائية ورداءة الخدمة قد ولّت إن شاء الله إلى غير رجعة وان الجهات المختصة التي لها علاقة بهذا الشأن بدأت تفرض رؤيتها على التجار والمستثمرين وان الأجود هو الذي ينبغي أن يكون في السوق وان نصل ولو متأخرين خير من ألا نصل مطلقًا والحمد لله على السلامة، حيث نعرف أن نهضتنا تأتي متأخرة، حيث دخل الجوال والدش والإنترنت والتعليم عن بُعد والمدارس والجامعات العالمية وتعليم المرأة وفتح الأسواق والشورى والمستشفيات والسفر للمرأة وتبقى القيادة وان اعتبارها كائنًا مستقلًا عن الرجل له كافة الحقوق التي تتساوى فيها مع الرجل في كل شيء بدءًا من كرامتها واستقلاليتها القضائية والقانونية بعد مخاض اجتماعي وفكري واقتصادي ونقاشات طويلة عريضة وما أدري لماذا البعض معقّدين يرفضون التغيير والحداثة ويصرون في كل أنماط الحياة التجارية والتعليمية والسياحية على الشكل القديم رغم ما في بعض صوره من أخطاء قد تخطتها الامم منذ زمن طويل وبخاصة عندما ترى العائلات السعودية قد شدت رحالها لمدن مجاورة قبل عقود قليلة لم تكن شيئًا مذكورًا ولكنه الإصرار والقيادة الواعية وتخطي الحواجز ووضع المجتمع في مساره الصحيح وتخطي العوالق الترابية التي تعشش في أذهان المتخلفين أينما كانوا، فالنهضة الحياتية على كافه الصُّعد مرتبطة مع بعضها البعض فلا سياحة داخلية ولا خارجية بلا تكامل الخدمات من المنفذ البري للجوي بحسن الناقل والاستقبال وسرعة إنهاء إجراءات الوصول والمغادرة ثم بعد ذلك المطاعم وتأجير السيارات والتي ينبغي أن تكون مفتوحة المسير وغير محددة، كما في الدول قاطبة ثم الفنادق والشقق وهي تحتاج رقابة في هذا الأسبوع على وجه الخصوص نظرًا لاعتدال الجو. ومن المشين أن نرى ونسمع كما تم كشفه في برنامج تليفزيوني الساعة الثامنة عن وجود مطاعم وأسماك فاسدة على نطاق واسع بالشرقية وآخر الضحايا فتاة عربية أكلت سمك البلطي أصيبت بتسمم غذائي والسبب والنتيجة وما بعدها ما حولك احد.. وهذا الذي نقصده بتشديد النظام في كل أوجه الحياة لنكون شعبًا مثقفًا وواعيًا ومسؤولًا راقيًا ويرتقي. وقبل الختام مؤشر قرب افتتاح اول برنامج للماجستير للمعلمين والمعلمات بمناهج الدمام العام المقبل يسجل للجامعة التي تبنّت هذا التوجّه في فتح الدراسات العليا لذوي الاختصاص في منطقتهم بدلًا من السفر لمناطق أخرى بعد أن كانوا محرومين من ذلك لأربعين عامًا من إنشائها. وفي الختام على ذكر الحمقى الذين يرفضون نجاح الآخرين نقول لهم: لكل دواء يُستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها.