تمثّل الأزمة الاقتصادية الإسبانية الخطيرة و"الإحباط" الذي يشعر به "مواطنون لم يعودوا يثقون بأحد تقريباً" سببين متناقضين لكنهما يدفعان عمدة مدريد، آنا بوتيا، لإبرازهما ساعة تبريرها لضرورة استضافة مدينتها لدورة الألعاب الأولمبية عام 2020. وقالت بوتيا خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، حللت فيها السباق الأولمبي مع إسطنبول وطوكيو، الذي ستعرف نتيجته يوم السابع من أيلول/سبتمبر المقبل في بوينس آيرس: "لدينا مؤشّرات مرعبة، لكن بعيداً عن تلك المؤشّرات المرعبة هناك إحباط عام. وحينها تمثّل استضافة دورة الألعاب الأولمبية دون شكّ نبأ طيباً". وأضافت العمدة: "إنه أمر مهم للغاية بالنسبة لنا. في هذه اللحظة الحصول على الدورة سيكون كثيراً، ليس فقط لمدينتنا بل لإسبانيا"، مبديةً ثقتها في "الاتّحاد" الذي تخلقه الرياضة، وفي أن بلادها ستخرج من أزمتها الاقتصادية الخانقة، التي غرقت فيها قبل أكثر من أربعة أعوام. وتابعت العمدة عن كثب المحاولتين السابقتين لمدريد، ولاسيما تلك التي استهدفت دورة 2016 وانتهت بالخسارة أمام ريو دي جانيرو يوم الثاني من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2009 في كوبنهاغن. في تلك المرّة كان واجهة ملف الترشيح هو ألبرتو رويز غاياردون، الذي سبقها في المنصب. أما ملف 2020، فيتولّى رئاسته أليخاندرو بلانكو رئيس اللجنة الأولمبية الإسبانية. وتبدو إجابة بوتيا، التي بكت بعد الهزيمة التي تعرّضت لها في الدنمارك، مقتضبة عندما وجّه إليها سؤال بشأن ما إذا كانت تلقّت أو تتلقّى نصائح من غاياردون، وزير العدل الحالي، قبل زيارة لجنة التقييم التابعة للجنة الأولمبية الدولية، التي ستستكشف المدينة اعتباراً من بعد غد الاثنين: "أتحدّث بصورة منتظمة مع العمدة السابق، الذي أعرف آراءه جيّداً حول زيارة اللجنة السابقة". وشوهدت زوجة خوسيه ماريا أزنار، الذي شغل منصب رئيس الحكومة الإسبانية ثمانية أعوام، في مدريد مؤخّراً مع سباستيان كو رئيس اللجنة المنظّمة لدورة لندن 2012 الماضية. وأكّد كو أن العرض النهائي للمدن، الذي يتمّ في الساعات الأخيرة قبل اختيار المدينة الفائزة، سيكون هذه المرّة أهم من أيّ وقت مضى. وبوتيا تعرف السبب، رغم أنها لا تصرّح به. وقالت ضاحكة: "لقد أوضحه لي، لكنني لا أحكي أبداً ما يقال في المحادثات الخاصة". وتعدّ العاصمة الإسبانية، التي يقطنها أكثر من أربعة ملايين نسمة، إحدى المدن الأكثر معاناة تحت وطأة الديون في إسبانيا، لكن بوتيا تبرز أن الأمر كان يستحقّ العناء. وتقول: "مدريد شهدت تحوّلاً حضارياً في الأعوام الأخيرة أكثر مما تعرّضت له على الأرجح أيّ مدينة أوروبية أخرى عدا برلين. المدينة لا تحتاج إلى القيام باستثمارات كبيرة، حقّاً تنقص منشآت قليلة، لكن القدر الأكبر من الاستثمارات قائم بالفعل". وتتحدّث بوتيا عن مسألة عدم اقتراح بناء مزيد من الاستادات والاستفادة من المنشآت القائمة كميزة، وتؤكّد أيضاً أن جميع القرى الرياضية ستكون متّصلة فيما بينها عبر قطارات فائقة السرعة. أما الهروب من أثر الأزمة وإقناع اللجنة الأولمبية بملف مدريد، فيعتمد في رأي بوتيا على عاملين "إننا نقوم بالتزاماتنا، إسبانيا تفي بالتزاماتها. سنخرج من الأزمة. فضلاً عن ذلك، وهو أمر جوهري: اللجنة الأولمبية الدولية لديها فرصة لمساعدة بلد من أوروبا القديمة على مواجهة الأزمة جزئياً". ورغم تلك الأزمة وخطط التقشّف، تبدو ميزانية ملف أولمبياد 2020 معادلة تقريباً لميزانية ملف 2016. ففي الأولى كانت تقريبا 40 مليون يورو، والآن من المقرّر أن تكون 38.6 مليون يورو. وتصف بوتيا طوكيو وإسطنبول بأنهما "مدينتان كبيرتان"، وتعترف بأنه من أربعة أعوام "كلما كان موعد الاختيار يقترب، كنا نعرف أن الأمور باتت أصعب"، وربما كان إحساسها اليوم مشابهاً لكن "بالنسبة لي، أعتقد أن المهم هو أن نفوز". تعليقات (0) اضغط هنا لقراءة شروط استخدام الموقع (طالع البند الخاص بالتعليقات) أكتب تعليقا اسمك: بريدك الإلكتروني: موقعك الإلكتروني: أنت تكتب الرد على: إلغاء * * * * بقي لك -- حرفا الرجاء إدخال الرمز الذي يظهر في الصورة: صورة: كود التحقق: