من الضروري أن تكون سياسة التحوّل إلى شركات مساهمة مبنية على قناعة وثقافة قوية للشركات العائلية وليس كبديل لمواجهة المنافسة العالمية لأن دوافع المنافسة ستموت بعد الحصول على التمويل من خلال الاكتتاب. بمعنى آخر أوضح يجب ان يكون للاكتتاب قيمة مضافة تساعد هذه الشركات على تكوين قوة تنافسية متميّزة أمام منافسيها. فإذا توافر المال ولم تتغيّر الافكار استراتيجيًا فيما يخص البحث والتطوير واستخدام التكنولوجيا المتقدّمة لتطوير إنتاج المنتجات فإنه لن يكون للتحوّل معنى حقيقي لأن الشركات الاجنبية العملاقة قوية ماليًا وتكنولوجيًا ما يجعلها متميّزة وقادرة على البحث والتطوير. وتحقيق الميزات التنافسية في الشركات العائلية يتطلب الكثير من التحوّلات في الإدارة والفكر الاستراتيجي والأولويات والاستثمار في البحث والتطوير والعمل على تطوير قيمة مضافة يأملها الزبون في المنتجات والخدمات التي تقدّمها الشركات العائلية في السوق المحلية والعالمية. المأمول أن يساهم التحوّل إلى شركات مساهمة في ضخ أموال جديدة إلى سوق الأسهم السعودية وتطوير للاقتصاد السعودي على مستوى المستثمرين الصغار والكبار. والمأمول أن يساهم التحوّل إلى شركات مساهمة في ضخّ أموال جديدة إلى سوق الأسهم السعودية وتطوير للاقتصاد السعودي على مستوى المستثمرين الصغار والكبار. وسيستفيد صغار المستثمرين من الاكتتاب في الاسهم المطروحة وسينمو المؤشر ليعكس إن شاء الله قوة اقتصادنا الوطني. وستزيد قوة الشركات العائلية المالية بعد طرحها للاكتتاب، بحيث تستطيع تطوير نفسها في نقاط الضعف الاستراتيجية لتصبح قادرة على منافسة الشركات الاجنبية العملاقة. وقد يقول البعض: لماذا لا تندمج الشركات العائلية لتحقق قوة تآزرية فيما بينها ولتصبح قادرة على التكامل الإنتاجي في مختلف الوظائف الإنتاجية من تمويل وبحث وتطوير وتسويق ومهارات عديدة لا تستطيع تحقيقها منفردة!! الرد على هذا السؤال بسيط إذا كان لدى المالكين والإداريين في هذه الشركات الثقافة والقناعة بالاندماج الذي تذوب عنده الهوية الشخصية لكل شركة وتصبح الهوية الوطنية الأهم والأسمى، فهذا هو المأمول منها، بحيث لا يهيمن شريك على الآخر. ولا ننسى تغيير مفاهيم الملكية والإدارة، أي يجب الفصل بينهما. فالملكية شيء والإدارة شيء آخر، وهذه مشكلة كبيرة تعاني منها غالبية الشركات العائلية في الوقت الحالي، حيث لا تفصل بين الملكية والإدارة ما يجعل الأدوار للمالكين والإداريين في صراع لا يوفر لها البيئة الإنتاجية المطلوبة. ومن الأهمية أن يكون الاندماج بين الشركات العائلية التي تشترك في عدة خصائص رئيسة ليكون لها النجاح بإذن الله، فالاختلاف الشاسع بينها لا يساعد على تحقيق اندماج ناجح وفاعل. وفي الختام سيستفيد المساهمون والشركات العائلية المطروحة للاكتتاب من تحويلها إلى شركات مساهمة. وفي الغالب أن المالكين للشركات العائلية سيستفيدون في الأجل البعيد من توسّع الشركات المساهمة في الاسواق العالمية. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن [email protected]