كالعادة .. اتفق العرب على ألّا يتفقوا ، فهذا هو ديدنهم الذي عُرف عنهم ليس في المجال الرياضي فحسب وإنما في كافة المجالات ، ولعل الاجتماع الأخير الذي احتضنته العاصمة الأردنية عمّان يوم الأربعاء الماضي خير برهان على ذلك ، فهو لم يأت بجديد حول إمكانية التوافق على مرشح عربي واحد من أصل ثلاثة لخوض انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي المقررة في الثاني من شهر مايو المقبل .. فالاجتماع الذي دعا له الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد غرب آسيا نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم شهد غيابات وانسحابات وسجالات أكدت أن وراء الأكَمة ما وراءها وكشفت عدم رغبة أيٍّ من المرشحين التنازل للآخر على الأقل في الفترة القليلة المقبلة وسيبقى كل مرشح متمسكا بموقفه حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا .. وبصرف النظر عن إنسحاب الشيخ سلمان بن إبراهيم أو سعادة يوسف السركال أو بقائهما في السباق فهذا لا يهمنا في المقام الأول ، بل ما يهمنا هو الدكتور حافظ المدلج الذي لا يمثل نفسه ولا يمثل كرة القدم السعودية وإنما يمثل دولة لها ثقلها ووزنها في القارة الصفراء ويجب أن يكون لها دور ريادي ومؤثر في الجانب الرياضي كماهو حالها في بقية المجالات السياسية والاقتصادية وماشابه ذلك .. ومع أن ترشيح الدكتور حافظ المدلج جاء متأخرا نوعا ما إلا أنه وإن أتى متأخرا خيرا مِن أن لا يأتي أبدا ، فهو شخصية رياضية مرموقة ويملك كاريزما خاصة ولديه من الأفكار والخبرة ما يكفيه لدفع عجلة كرة القدم الآسيوية والمضي بها قُدماً رغم جسامة المسؤولية وصعوبة المهمة .. ولكي يكون المرشح السعودي صاحب حظوة في الانتخابات القارية ، فإنه مطالب بمضاعفة الجهد خلال الفترة المقبلة التي تسبق الانتخابات ، والقيام بجولة مكوكية على دول القارة وعرض برنامجه الانتخابي لكي يحظى بثقة الجميع .. وفي اعتقادي أن المدلج يحتاج خلال هذه الفترة التي تسبق الانتخابات إلى دعم قوي من القيادة الرياضية ، ووقفة صادقة من الإعلام الرياضي بشتى وسائله ، فالمرحلة الحالية تتطلب من الجميع ترك الخلافات جانبا ( هذا إن وجدت ) والإلتفاف حول مرشحنا لكي يحقق الهدف المنشود وهو التربع على كرسي رئاسة الاتحاد الآسيوي .. صواريخ .. أرض .. جو إذا ما صحّت الأخبار الواردة من لجنة الانضباط حول براءة قائد النصر حسين عبدالغني من التهمة الموجهة له من أمين لجنة المنشطات بدر السعيد ، فإن موقف الأخير سيكون صعبا للغاية أمام الرأي العام خصوصا وأنه يمثل ثقلا في لجنة حساسة مهمَّتها الكشف عن المنشطات وليس توزيع الاتهامات .. وفي تقديري الشخصي أن هذا الملف لن يغلق بتلك السهولة التي يتصورها البعض ، والكل ينتظر ( العدالة السماوية ) للفصل في هذه القضية وكشف هوية ( الجاني والمجني عليه ) .. إدارة الوحدة وأعضاء الشرف حكموا على فريقهم بالإعدام ( إن جاز التعبير ) ، فتواجد ذلك الفريق العريق الذي يمثل واجهة مشرقة للعاصمة المقدسة في مؤخرة الترتيب يؤكد الجفاء الذي مارسه أبناؤه ضده حتى ( هرِم ) وبات غير قادرٍ على النهوض وجمهوره المكلوم لا يعرف طريقا للفرحة .. منذ أن تم انتخاب احمد عيد رئيسا للاتحاد السعودي لكرة القدم وهناك حربا مبطّنة تحاك ضده ورسائل مشفّرة تصِله بين الحين والآخر ، بهدف التأثير عليه وإرغامه على الرضوخ لتحقيق مطالب أصحاب المطالب حتى وإن كان تحقيق تلك المطالب على حساب المصلحة العامة ..