ليس للعيوب إلا الستر , إخفاؤها غنيمة, لذا يسهل للساخرين أن تبرز فريستهم مواطن عيوبها وعثراتها حتى تكون صيدا سهلا يستطعمون رميه بقذائف الكلمات. · حين تستهين بغيرك تأكد من أنك وقعت في المحظور , ليس الأمر هينا , لا تعتقد أنه مجرد «طقطقة» عابرة الهدف منها الإضحاك واللهث خلف «القهقهة», عليك أن تدرك الأثر النفسي لمن يتلقون سهام كلماتك الساخرة. · لغة العصر الراهن للأسف هي «الطقطقة» على كل شيء , لا تكن امعة تقلد من يسلك هذا المسلك , ترمي هذا بشرر استحقارك له , تصف ذلك بأبشع قاذوراتك الكلامية بحثا عن إشارة من أصدقائك تجلب لك الشعور بأنك «الأظرف بينهم». · من عظيم القول في سنة المصطفى قوله (صلى الله عليه وسلم) «من عيّر أخاه بذنب قد تاب منه؛ لم يمت حتى يعمله» ألا يكفيك ذلك لتعرف أن الدنيا لا تستقر على حال, ما تسخر منه في غيرك قد يكون مصيرك يوما ما, تلك هي الدنيا التي لا تدوم على حال. · ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون), ألا تدل هذه الآية على عظم الذنب الذي ترتكبه حين تمارس «الطقطقة» على الفاضي قبل المليان. · قال بعض العلماء : الهمز يكون بالفعل كالغمز بالعين احتقارا وازدراء واللمز باللسان, ذلك دليل صريح على عظم شأن السخرية حتى ظن عدد من العلماء أنها من بين الكبائر للنهي الصريح في قوله تعالي : « يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم». · لا تخسر من حولك بسبب كلمة طائشة أردت من خلالها المزاح ليتحول ذلك لقطيعة, بالإمكان الضحك لكن بعبارات لا تمس العيوب , أنت لا ترضى بأن تكون عاريا أمام الآخرين فكيف بمن يسعى لتعريتك حتى تفضح بينهم , أترضى بأن تكون في موضع سخرية ؟ إذا تجنب الوقوع في آفة «الطقطقة» همزا ولمزا وغمزا حتى تكون في المسار الصحيح لصيانة علاقاتك مع محيطك. خارج الحدود · الحاجة هي أقوى الأشياء لأنها تدفع صاحبها إلى اقتحام الأهوال، لذا لتكن إرادتك سبيلك الوحيد لبلوغ مرادك وتسلح بخير سبل العزم وهي الاتكال على الخالق الباري. · لا يجب أن تقول كل ما تعرفه، لكن يجب أن تعرف كل ما تقول, احذر من أن تكون كلماتك سهاما مرة لا تصيب بها أهدافك ولا تستطيع من خلالها أن تصل إلى فهم الآخرين إياك. Twitter: alrashed1397 [email protected]